نتنياهو في حرج والتحقيقات تتصدر عناوين الصحف

صحيفة هاآرتس اليسارية تحدثت نهاية الأسبوع الماضي عن تلقى عائلة نتنياهو طوال سنوات كميات من السيغار والشامبانيا قيمتها عشرات آلاف اليورو من منتج أفلام هوليود وعميل المخابرات السابق أرنون ميلشان الذي يبدو أنه تعاون مع الشرطة وزودها بفواتير مفصلة وقوائم حول المقتنيات التي اشتراها لصالح عائلة نتنياهو. في المقابل عمل نتنياهو على أن يحصل منتج الأفلام على تأشيرة عمل لمدة عشر سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية. وتفيد التقارير غير المؤكدة أن نتنياهو استغل في ذلك علاقته بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وقال الصحفي الإسرائيلي حفيف رتيش غور من صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إنه "في الوقت الحاضر توجد تحقيقات مختلفة، ولا نعرف إلا اليسير وأن بعض التسريبات يمكن أن تكون لها دوافع سياسية". لكن من المثير أن يأمر المدعي العام الإسرائيلي بإجراء التحقيقات. وهو يعرف نتنياهو منذ سنوات. وقد يصبح ذلك خطيرا بالنسبة إلى نتنياهو الذي عين المدعي العام في منصبه ويُعتبر مقربا منه.

سبق وأن تجاوز عدة فضائح

وتجاوز نتنياهو خلال مسيرته السياسية الطويلة عدة فضائح مفترضة، وانتُخب رغم ذلك للمرة الرابعة رئيسا للحكومة.الإسرائيليون تعودوا مع مرور السنوات على أسلوب العيش المسرف لعائلة نتنياهو. ففضائح النفقات تتسبب في كل مرة في شغل عناوين الصحافة، ويرتبط الأمر أحيانا بميزانية الدولة في اقتناء أشياء ثمينة والقيام بأسفار مكلفة إلى الخارج.


وحتى الجهاز المركزي للمحاسبات سبق وأن تحقق عدة مرات من النفقات التي زعم نتنياهو في كل مرة أنها لا تخرج عن النطاق العادي، معلنا أن المسئول عن تنفيذ تلك التحقيقات هي وسائل الإعلام التي تشن حملة ضده وعائلته.

وحتى سلفه إيهود أولمرت الذي شغل منصب رئيس الوزراء من 2006 إلى 2009 خضع هو الآخر لتحقيقات بسبب الفساد. وفي 2012 حُكم عليه بتهمة الاحتيال، ودخل على إثرها السجن لمدة 18 شهرا.

"وفيما يخص الرأي العام هناك فارق بين المعسكرين اليميني واليساري. فأنصار نتنياهو لا تهمهم عناوين الصحف حاليا. ولا يبدو أن ذلك سينال من سمعته"، كما قال تامر شيفر، أستاذ الاتصالات السياسية في الجامعة العبرية. ويضيف شيفر أن "الرأي العام في إسرائيل مستعد حاليا لقبول سلوك رجل سياسي بقلب رحب ـ طالما أن الأمر لا يرتبط بتجاوزات جنسية. وهذا يشبه الوضع السائد في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم انتخاب ترامب". 

تحقيقات إضافية.. صفقة إعلامية

وهناك قضية ثانية أمر المدعي العام بالتحقيق فيها. وما تسرب عنها إلى حد الآن يصدم الرأي العام الإسرائيلي، إذ ظهر تسجيل صوتي حول صفقة بين نتنياهو وأرنون موزيس ناشر إحدى أكبر الصحف في البلاد الذي تربطه علاقة توتر مع رئيس الوزراء نتنياهو.

وتفيد تقارير إعلامية أن نتنياهو وعد بتقديم امتيازات مالية في حال عمل أرنون موزيس على أن تصبح التغطية الإعلامية للصحيفة حول نتنياهو إيجابية. وموزيس هو ناشر صحيفة يديعوت أحرنوت التي أريد لها أن تقوم بتغطية إعلامية إيجابية حول نتنياهو في عدد نهاية الأسبوع عوض صحيفة "إسرائيل حايوم" المقربة من نتنياهو. وصحيفة "إسرائيل حايوم" أسسها المليونير شيلدون آدلزون الذي يدعم نتنياهو، وهي تُلقب من قبل الإسرائيليين "بيبي تون"، وهي كلمة مركبة تعني"صوت بيبي" تفيد ارتباط الصحيفة بنتنياهو الملقب "بيبي".

وليس هناك ما هو مؤكد في هذه القضية التي تسيء إلى سمعة الصحافة الإسرائيلية أكثر من النيل من سمعة نتنياهو الذي رفض إلى حد الآن جميع الاتهامات. لكن أحزاب المعارضة طالبت باستقالة نتنياهو. والمحققون مطالبون هنا بالكشف عن فرضية تقديم نتنياهو خدمات مقابل تلك الامتيازات، لكي يصبح من الممكن رفع دعوى قضائية ضده.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل