رئيس التحرير
عصام كامل

التعايش مع الإرهاب


أخشى أن يأتي وقت نتعود فيه على الهجمات الإرهابية، ونعتبرها من الأمور الاعتيادية، مثل مشكلات المرور، وارتفاع الأسعار، وحوادث الطرق، وكأنها صارت قضاء و قدر لا فكاك لنا منه.. أقول ذلك بمناسبة تكرار الحوادث والهجمات الإرهابية في بلدنا، ورد فعلنا عليها، رغم أن هذه الهجمات تحصد المزيد من أرواح الشهداء كما حدث في أحد كمائن العريش، أمس، وحدث قبلها الشهر الماضي في الكنيسة البطرسية.


أعرف أننا نواجه إرهابًا هو الأكثر وحشية من أي إرهاب سبق أن واجهناه من قبل، وأن هذا الإرهاب يلقى دعمًا إقليميًا ودوليًا ويستخدم التكنولوجيا على نطاق واسع.. لذلك سوف تحتاج مواجهته وقتًا ليس قصير، وسندفع تضحيات بالقطع خلال هذه المواجهة.

وأعرف أيضًا أن بعد الهجوم الإرهابي على كمين العريش سوف يخرج علينا خبراء ليكرروا ما سبق أن قالوه بعد كل هجوم إرهابي سابق، خصوصًا حول الثغرات الأمنية التي ينفذ منها الإرهابيون، ويستغلونها في توجيه ضرباتهم وتنفيذ تفجيراتهم.

ولكن مع ذلك أرى أننا لم نصل -شعبيًا- إلى مستوى الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب.. نحن نحتاج لأكبر تعبئة شعبية ضد التطرف والإرهاب.. وهذه مسئولية الدولة في الأساس قبل أن تكون مسئولية أحزاب سياسية أومنظمات مجتمع مدني حتى لا تصبح هذه الهجمات التي نتعرض لها اعتيادية في حياتنا.. الإرهاب استثناء يجب أن نتخلص منه سواء بالمواجهات الأمنية أو بالمواجهات السياسية للتطرف.. وهذه المواجهات تحتاج للتعبئة الشعبية.

الجريدة الرسمية