أخرجت أسوأ ما فينا !

لماذا أخرجت ثورة يناير أحسن ما فينا في أيامها الثمانية عشر الأولى، ثم انقلب ربيعها خريفًا فيما بعد، وأفرزت أسوأ ما فينا، حيث الاستقطاب الشديد، والضيق بالاختلاف.. لماذا تبدل الانفلات الأمني الذي صاحب الأيام الأولى لثورة يناير إلى انفلات عام صار عنوانًا لكل شيء حتى لم يترك شيئًا على حاله..

حيث انفلتت الضمائر بالغش والاحتكار والفساد والمتاجرة بأقوات الغلابة وإشعال الاحتقان في صدورهم.. نحن في حاجة للإجابة عن سؤال مهم: لماذا غلب الصياح والصخب والتخوين والتراشق بالألفاظ عند كل اختلاف في الرأي أو التوجيه، حتى صار الخلاف أحيانًا على الوطن لا من أجل هذا الوطن..

لماذا سكنت حياتنا صراعات طفت أحيانًا على السطح، وغزت الشاشات وصفحات الصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.. وبدا المشهد وكأننا فقدنا القدرة على قبول الرأي الآخر أو انتهاج الحوار سبيلًا للنقاش والإقناع بالحجم والمنطق والصبر والأعذار، أو كأننا فقدنا البوصلة إلى القلوب والعقول؟!