دلاميني زوما المرشحة الأقوى لرئاسة جنوب أفريقيا
باتت رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "نكوسازانا دلاميني زوما البالغة من العمر 67 عاما"، والزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما المرشح الأقوي والأوفر حظا، لزعامة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم ومرشح الحزب المحتمل في انتخابات الرئاسة المقررة في عام 2019، بفضل الدعم الذي تحظي به من قبيلة الزولو، أكبر قبائل جنوب أفريقيا ودعم رابطة المرأة في الحزب والرئيس جاكوب زوما شخصيا.
وتعتبر الطبيبة "دلاميني زوما" التي درست الطب في بريطانيا، هي السيدة الأبرز في تاريخ حزب المؤتمر الجنوب أفريقي، الذي يهيمن على مقاليد السلطة منذ نهاية نظام الفصل العنصري في عام 1994، وهي واحدة من "التكنوقراط" وتولت عدة مناصب حكومية، من بينها وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق "ثابو مبيكي "، وكان آخر مناصبها وزير الشئون المنزلية خلال الفترة ما بين 2009 و2012،كما تحظي بشعبية واحترام دوليين بوصفها أول سيدة تترأس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
ويعلق عدد كبير من أعضاء حزب المؤتمر الوطني آمالا عريضة على "دلاميني"،في استعادة الشعبية المحلية للحزب الذي يعاني من تراجع كبير، وحقق أسوأ النتائج في الانتخابات المحلية العام الماضي.
ويرى عدد كبار من الساسة ومنظمات المجتمع المدني الجنوب أفريقي، في "دلاميني زوما" الشخصية الأقوى في البلاد القادرة على حسم،الانتخابات الداخلية في الحزب والفوز بالزعامة على حساب نائب الرئيس الحالي والقطب العمالي "سيريل رامفوزا" البالغ من العمر 64 عاما، ويعتبر نفسه الوريث الشرعي للزعيم الراحل "نيلسون مانديلا"، والذي يثير مخاوف الجناح اليساري بسبب علاقاته المتشعبة مع المستثمرين ورجال الأعمال، والتي قد تدفعه إلى انتهاج سياسات اقتصادية لصالحهم.
ويواجه "رامفوزا" انتقادات حادة بسبب دوره في أزمة مناجم البلاتين، التي أدت إلى إضراب عمال المناجم واندلاع أعمال عنف راح ضحيتها،أكثر من 34 عاملا لقوا مصرعهم برصاص الشرطة في عام 2012.
ورغم قرار المحكمة ببراءة "رامفوزا" إلى أن عمال المناجم وهم القسم الأكبر،من الطبقة العمالية يرون أنه المتسبب الرئيسي،في الأحداث الدامية التي أدت إلى مقتل زملائهم.
ويرى مراقبون للشأن الجنوب أفريقي أن كفة "دلاميني" هي الأرجح في انتخابات زعامة الحزب المقرر لها ديسمبر المقبل،لأنها تحظي بدعم رابطة المرأة التي تلعب الدور الحاسم في الانتخابات الداخلية للحزب،وتملك التأثير الأكبر على معظم الأعضاء الرجال وهي سلاح الحزب الرئيسي في حشد الناخبين.