إنها سليمة !
حالة الانقسام التي يشهدها الشارع المصري بسبب الاستفتاء أعادتنا قرونًا إلى الوراء وكأننا في عصر الجاهلية، هذا من أتباع «لا» وذاك من مؤيدي «نعم»، وحالة الاستنفار من الإسلاميين قبل الاستفتاء لحشد الناس على «نعم» وكأن الآخرين من أتباع دين جديد اسمه دين «لا» من اتبعه فهو كافر وملحد وشيوعي وكل اللي يخطر على بالك من الأوصاف اللي تودي النار بصاروخ، المهم، أمام إحدى اللجان ظل مبشر الناس بالجنة من ذوي الذقون الكثة يدعو الناس لفوائد «نعم» وما قد ينزل علينا من السماء من خيرات ونِعم، كان ناقص يقول إن ممكن مائدة تنزل كمان من السماء زي معجزة سيدنا عيسي، ومش هيمد إيده عليها غير أتباع «نعم» ولو واحد من بتوع «لا» قرصه الجوع ومد إيده هيقطعها له، لكن ما علينا، هب شاب من شباب الائتلافات وقاله يا مولانا أنا مسلم وقلت «لا» هنا تحول الرجل واستدار وظل يدعو أن يصب على كل من قال «لا» اللعنة وأن يجعل مثواهم النار لأنهم مفسدون في الأرض وظل يلهث في الدعاء: صب عليهم لعنتك يا رب، صب عليهم لعنتك يا رب، وهنا ظل الشاب يتأوى من الألم ويصرخ: لقد شلت يدي.. لقد شلت يدي.. فضحك الرجل لاستجابة دعائه وقال: هذا جزاء من قال «لا»، ستصيبه اللعنة بشلل في يديه جراء ما اقترفت يداه، فضحك الشاب بهستيريا قائلًا: إنها سليمة.. إنها سليمة، فأسود وجه الرجل وهو كظيم، ونظر لأحد أتباعه وظل يحرك أنفه بشك إلى أن أمسكه من كتفه وقال له: لقد زالت عنك راحتك.. هل صبئت مع من صبئوا وقلت «لا» فرد المسكين: نعم يا شيخنا لقد صوت بـ«لا» بس خفت منك.. وطمعت في الجنة.