رئيس التحرير
عصام كامل

أكثر الحكومات نقدًا ولم لا!


لا شك أن حكومة شريف إسماعيل هي أكثر الحكومات حظًا من النقد والهجوم ولم لا وهي صاحبة قرار تعويم الجنيه وخفض الدعم عن الوقود وما تلاه من ارتفاع فاحش في الأسعار طال كل السلع والخدمات بلا استثناء، واكتوى بنارها الجميع.. والبعض محق فيما ذهب إليه من النقد، فالحكومة يشوب أداءها البطء خصوصًا في القرارات المصيرية، وربما كان قرارها صائبًا ولا يحقق فائدته المرجوة.. وإلا فبم نفسر نشوب أزمات ونقص في بعض السلع، وعلى رأسها الدواء الذي لا تستقيم بدونه حياة المرضى وما أكثرهم!!


ويبدو تأثير الحكومة باهتًا في ملفات عديدة، على رأسها عودة السياحة لمعدلاتها قبل يناير، وتجديد الفكر الديني وعودة الإنتاج والصادرات لما كانت عليه.. كما تفتقد الحكومة التأثير السياسي في الشارع وربما لو جرى استطلاع رأي شعبي أو نخبوي لإظهار نتائج مذهلة؛ فالناس ربما لا يعرفون أسماء وزرائهم إلا قليلًا فما بالنا بحجم إنجازاتهم.. ورغم علم الحكومة-وزراء ومحافظين- بحجم ما نحن فيه من كوارث وأزمات لكن شيئًا لم يتغير في أدائهم عن سابقيهم، ولا وجدنا عند أحدهم حلولًا غير تقليدية لمشكلات تقليدية، بل وجدنا أن الحكومة تعلن فشلها صراحة وعجزها عن حل أزمات كالمرور وحوادث الطرق وسوء الخدمات الصحية والتعليم.

كنا نرجو أن تتبع الحكومة نهجًا مختلفًا في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن، وأن تقدم في كل قرار أو تشريع إجابة عن أسئلة المستقبل التي لم تعد ترفًا، وليس مقبولًا ترحيلها للحكومات المقبلة فقد جربنا الكلفة الباهظة لتأجيل القرارات.
الجريدة الرسمية