رئيس التحرير
عصام كامل

أنقذوا الرئيس من خطابات الرئيس!!


أعترف وأقر أنا المواطن المصرى الذى لا ينتمى ولن ينتمى لأى حزب سياسى، بأننى لم أعد أحتمل سماع خطابات رئيس بلادى فى أى مناسبة كبيرة أو صغيرة، وذلك بعد وصولى لقناعة تامة بأنه مع كل خطاب للرئيس لابد أن نخرج بأزمة جديدة.


ربما يكون تركيز الإعلام على كل كلمة تخرج من الرئيس سببا فى حدوث مثل هذه الأزمات، ولكن السبب الأكبر هو الخطابات نفسها، وما يقال فيها، وخاصة عندما يخرج الرئيس عن النص ويبدأ يرتجل فى الكلام.. هذا الشعور ليس وليد الفترة الأخيرة التى كثرت فيها خطابات الرئيس وزادت معها المصائب، ولكن هو نابع منذ فترة طويلة لحرصى الشديد على تتبع ما يقوله رئيس بلادى بعد الثورة وأنا فى غربتى.

فمع كل الاحترام لمؤسسة الرئاسة، ولمن يقومون بكتابة خطابات أكبر دولة عربية، فهم يثبتون كل يوم بأنهم فى سنة أولى سياسة ويرفضون الاستعانة بمن هم فى مرحلة البكالوريوس أو الحاصلين على الماجستير والدكتوراة، لأن هؤلاء قد لا يكونون من أهل الثقة.

فعندما يهدد ويتوعد رئيس مصر إحدى الدول العربية فى اجتماع قمة رسمى، ويستخدم لغة "الصباع" فهذا معناه أن الخبرات مازالت ضحلة، والذكاء السياسى مازال فى مرحلة (كى جى ون)، والدبلوماسية فى التعامل مع الأزمات لم تصل بعد.. وعندما أسمع رئيس بلادى يتحدث فى كل خطاباته مؤخرا عن الأصابع الخفية دون أن يوضح لى أين توجد، ومن يقوم بها، فهذا معناه أن رئيس بلادى يستخدم أسلوب "التلقيح" وهو لا يليق برئيس مصر.

وعندما أسمع رئيس بلادى يتحدث عن الخير والبركة والنهضة الاقتصادية الموجودة فى مصر خلال هذه الفترة، فهذا معناه أنه يتحدث عن بلد ثانٍ.. يتحدث عن بلد لم يصل فيه طبق الفول إلى 5 جنيهات.. هذا على سبيل المثال وليس الحصر طبعا.. والأغرب من هذه الخطابات هو من يقومون بإلغاء عقولهم وتصديق كل ما يقوله الرئيس على أنه كلام مصدق لا يقبل النقد أو التحليل أو حتى التفكير.

كم كنت أتمنى أن لا أصل لهذه المرحلة، خاصة عندما أسمع الهمزات والغمزات من زملائى غير المصريين هنا وهناك، وفى كل مكان عما يقوله الرئيس فى كل خطاباته، والذى لا يعبر بأى شكل عن أرض الواقع.. لا أطيق من يتحدث عن رئيس بلادى بطريقة لا تليق، ولكن كيف أستمر فى هذا التحدى ورئيس بلادى لا يمنحنى حتى الفرصة لأدافع عنه فى كل مكان وزمان؟!!.


وفى الختام.. أبوس على قدم كل (البنى آدميين) الموجودين حول الرئيس سواء من الإخوان أو حتى من الإخوان بأن يخافوا على الرئيس مثلما نخاف عليه نحن من لا ينتمون إلا لمصر.. أن يكونوا غيورين عليه وعلى شكله وعلى شكل مصر وأن لا يواصلوا العناد والعناد.. فالعناد لن يجرنا إلا لمزيد من الأزمات.. خافوا على مصر وعلى رئيسكم يا إخوان.. رئيسكم الذى هو من المفترض رئيسنا أيضا..

Gebaly266@yahoo.com




الجريدة الرسمية