بالصور.. «حفل أنغام في الأوبرا» صوت دافئ على أوتار الشتاء.. تقرير
في ليلة شتوية قارسة لم يهتم المحبون بالأجواء الباردة، ولا إغراء الدفء في المنزل، وإنما قاوموا الجو ليطربوا بحضور حفل الفنانة الكبيرة أنغام بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، احتفالًا بالعام الجديد.
ثياب سميكة وثقيلة تساعد على استحضار الدفء أينما وجد، وما إن دخلوا إلى بهو الأوبرا حتى وجدوا شجرة الميلاد الكبيرة، تضيء في محياهم فتستقبلهم بصور معلقة عليها تستعرض فنونها الراقية من باليه وسيمفونيات.. هدوء يملأ الأجواء، الجميع ينتظر شارة البدء للدخول إلى المسرح، وما إن تفتح الأبواب حتى يشرعوا في الدخول إلى مقاعدهم.. ذلك المقعد المؤهل للطيران بقلوبهم إلى فضاء رحب لا تصارعهم فيه أخبار الدماء ولا المذياع والشاشات، ومشاهد الكر والفر المنتشرة في نشراتنا.
"ساعات قليلة" قرر فيها جمهور أنغام أن يلتقطوا لذاتهم من العام الجديد عنوة، ليستعدوا لما قد يواجههم من مساوئ وصعاب.. واتخذ الجمهور البسيط دفء الموسيقى ملاذًا له من برد الشتاء، وسبقه إلى هذا القرار كبار الشخصيات العامة الذين حضروا الحفل وأبرزهم المهندس إبراهيم محلب، مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، الصحفي إبراهيم عيسى، الفنانة ليلى علوي، لاعب الكرة سيد معوض.
بدأ الحفل بإشارة من عصا المايسترو الشاب هاني فرحات، ذلك الفنان الذي تصفه أنغام بأنه رفيق دربها وسندها الدائم، فعزف مجموعة من المقطوعات الموسيقية لأشهر الأغاني العربية الحديثة، ثم انتهى الفاصل باستراحة قصيرة، استطاع الجمهور خلالها التقاط أنفاسهم من تلك الجرعة الموسيقية المركزة التي أهداها إياهم المايسترو بعصاه التي تجمع مابين فن العزف والمعرفة في آن واحد.
وماهي إلا دقائق قليلة حتى بدأ الفاصل الثاني، لتظهر الفنانة أنغام بإطلالة سوداء أنيقة، بدت فيها وكأنها ملكة تعتلي عرش المسرح، والجمهور من حولها رهن إشارة طرب من صوتها، ذلك الصوت الذي استطاع أن يهب الحاضرين الدفء في أصعب الليالي برودة وعصفًا.. وعلى مدى ساعتين لم يستطع الجمهور إغفال عينه عن ملكة المسرح، فصوتها كان كما الكمنجات الدافئة، عزفت على أنغام الحب والعشق، وأهدتهم دفء العاشقين لتزرعه في قلوبهم.
"26 أغنية" استطاعت بها أنغام أن تعزف بصوتها على أوتار العشق، فارتقت حالته وفصلت مشاعره، ما بين الانهزام والقوة والغيرة والهيام، لم تترك فردًا بالمسرح إلا وأهدته بطاقة العشق داخله.