رئيس التحرير
عصام كامل

«أزمة سكن» تواجه شباب إسرائيل.. وزير المالية الصهيوني يفشل في الحل.. عضوة بالكنيست تهاجم «نتنياهو» بعد مطالبته الشباب بشراء الشقق: «منفصل عن الواقع».. والمتضررون: حلمنا ص


أزمة جديدة تشهدها إسرائيل حاليًا تتعلق بالشقق السكنية، وهي القضية التي عرضت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للانتقاد بسبب دعوته للشباب بشراء الشقق رغم عدم قدرتهم في ظل ارتفاع أسعارها.


أزمة شقق
وتشير أبحاث كثيرة أجريت مؤخرا ونشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أنه في حين كانت في عام ‏2003‏ نسبة المواطنين الإسرائيليين في أعمار ‏25‏–‏34‏ الذين يسكنون في شقة خاصة بهم نحو ‏54%‏ — ففي عام ‏2014،‏ أصبحت نسبة الذين يسكنون في شقة خاصة بهم ‏39%‏ فقط، وهو انخفاض نسبته نحو ‏15%‏ للسكان الذين لديهم شقة في غضون أكثر من عقد بقليل‎.‎‏

فشل وزير المالية
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فإن أسعار الشقق المرتفعة في السنوات الماضية أصبحت عبئا ثقيلا على رب العائلة و"فقاعة سياسية مستعرة".

حدد وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، تقليل أسعار الشقق هدفا رئيسيًا في فترة ولايته، واتخذ بضع خطوات لمعالجة الموضوع، فأصبح يدفع مؤخرًا برنامج "السعر للساكن"، الذي يهدف إلى زيادة عرض الشقق بسعر زهيد بسرعة، ويعرض في البرنامج، أرض تابعة للدولة على مقاولي البناء لبناء وحدات سكنية بسعر ضئيل. تنضم الأزواج الشابة التي تستوفي المعايير التي حددتها الحكومة إلى برنامج لإجراء سحب وتشارك الأزواج الرابحة، في عملية شراء شقة بسعر مخفض، إلا أن هذا البرنامج يقترح 70000 وحدة سكنية حاليًّا، في حين أن عدد المستحقين هو الضعف تقريبا، ولكن خطط وزير المالية الإسرائيلي فشلت في حل الأزمة.

انتقاد الكنيست
وانتقدت عضوة الكنيست عن حزب جميعنا (يفعات شاشة بيتون) دعوة نتنياهو للشبان وللأزواج الشابة إلى شراء الشقق. 

وقالت بيتون خلال ندوة ثقافية: إن هذه الدعوة دليل آخر على انفصال نتنياهو عما يحدث على أرض الواقع، وأضافت أن شباب الجليل هم بحاجة لشراء الشقق وليس أصحاب المال من قيسارية.

خطوات مالية
وحسب معظم الخبراء في إسرائيل، فإن مصدر أزمة الشقق تتمثل في خطوات مالية وليس نتيجة هجرة الكثيرين أو ضرر كبير في الشقق، وعندما وصل إلى إسرائيل في التسعينيات مليون مواطن روسي من الاتحاد السوفياتي، حدثت أزمة سكنية حقيقية أدت إلى زيادة أسعار الشقق، طرأ ارتفاع الأسعار نتيجة نقص في التخطيط الهندسي للشقق السكنية، عندما طرح حل هندسي، من خلال البناء المسرع لوحدات سكن أصغر في حين تضاءل تدفق وصول اليهود من الاتّاد السوفياتي، انخفضت الأسعار وأصبحت معتدلة ثانية.

إدارة الأزمة
كانت الخطوات المالية التي أدت إلى زيادة الأزمة في إسرائيل مجددا هي خفض الفائدة حتى الصفر، وذلك بعد تقويض أسس الاقتصاد العالمي في الأزمة في عام 2008 التي خفضت الفائدة حتى الصفر في أوائل عام 2009 وكانت النتيجة ارتفاع الأسعار المستمر حتى اليوم.

أدت الفائدة المنخفضة إلى زيادة حادة في الائتمان المصرفي الذي منحته البنوك، مُشكّلة وقودا للفقاعة العقارية، فإن الزيادة طرأت على القروض السكنية الممنوحة للجمهور.

نسب ارتفاع أسعار الشقق إلى انخفاض نسب الفائدة إلى حد كبير، وإلى ارتفاع نسب الضريبة على الربح من الأملاك و اللذين أديا إلى زيادة الطلب على الاستثمار في العقارات.

حلم بعيد
الرقم "القياسي" في إسرائيل لشراء شقة متوسطة هو نحو 140 أجرا متوسطا، وهو حلم بعيد لدى معظم الجمهور الإسرائيلي.
الجريدة الرسمية