تحرير حلب.. سقوط لعواصم عربية
المهزومون في حلب يتساقطون، والمنتصرون يحتفلون، من حق الشعب السوري أن يفخر بصناعة تاريخ جديد، وليس للخونة حق في يوم النصر، كل من حمل السلاح أو يحمل السلاح ليس ثائرًا وليس وطنيًا، الذين حملوا السلاح في سوريا هم مرتزقة عملوا لصالح دول عربية أرادت كسر إرادة السوريين، وتفكيك البلاد وتقسيمها، دول لن يغفر لها التاريخ ما فعلت، دول سنرى قريبًا حكامها يحاكمون ويهربون، ويولون الدُّبُر، ولن يجدوا لهم ملاذًا آمنًا.
قال أحد المرتزقة: إن الثورة قبرت في حلب، عن أي ثورة يتحدثون، ثورة داعش؛ ثورة المرتزقة السعوديين والإنجليز والأمريكان الذين أُعلنت أسماؤهم من بين الأسرى.. أي ثورة تلك التي يفد إليها كل قاتل مأجور، ثورة الإخوان والدم السائل على الجدران، ثورة جبهة النصرة صاحبة التاريخ الطويل في القتل والذبح والتدمير.. أخيرًا انتصرت سوريا على كل الطغاة، انتصرت على المال النفطي، على التمويل، على شياطين العواصم العربية التي تتلبس ثوب الدين والدين منها براء.
يحتفل السوريون وسيحتفلون كثيرًا بعد سنوات من المعاناة، سنوات من من الدم، سنوات من خيانة العرب لهم، بعد سنوات انتصرت إرادة السوريين على إرادة الرياض المزيفة، وصل الجيش الوطني السوري إلى شوارع حلب ليكمل مسيرة التحرير، مسيرة مطاردة جحافل الشر، انتصرت وحدة سوريا على براميل لا تملك إلا براميل، انتصرت إرادة البناء على معاول الهدم، انتصرت سوريا، وهزمت أحزاب الشرك.
غدًا تشرق شمس جديدة، وتهب على المتورطين رياح التغيير، رياح التغيير من شعوبهم، من ضمائر الإنسانية التي عذبوها في كل شبر من أرض سوريا، غدًا تكتمل العملية السياسية بعيدًا عن الأسماء.. فلتحيا سوريا، ويحيا شعبها المثابر القوي المقاتل.. غدًا تعيش سوريا ويموت الآخرون، غدًا تجمع سوريا أشلاءها المبعثرة لتقذف بحمم وحدتها على من خانوا ومن قتلوا ومن خربوا ومن دمروا.
كست خيبة الأمل عاصمة قطر المتورطة حتى النخاع، وكسى العار آل سعود الغارقين في الدم السوري، وبات شعبنا العربي في الجزيرة العربية أكثر وعيًا، وجرأة، ورفضا للتورط المخزي في بلاد عاش شعبها حروبًا من أجل أمته، زلزال التحرير في حلب قد يسقط عواصم، وينهي حقب تاريخية إلى الأبد، قد يعيد صياغة الخرائط من جديد، قد يرسم ملامح جديدة لدويلات باتت على عتبة الانهيار.
تحرير حلب ثورة، ورياح الثورة ستهب على المحيط، ستغير ماكينة الحكم في بلاد، ستسقط عروشًا، وتبقر كروشًا، وتنسف إلى الأبد أطروحة المتحدث باسم السماء، وتمحو بغير رجعة قصص الجهاد المزيفة، وحكايات الدين المزورة، تحرير حلب نقطة وتاريخ جديد من أول السطر، تاريخ سيحرر شعوبًا استعدتها أسر وملكتها عائلات، تاريخ جديد للشعوب بعيدًا عن الوصاية والعمالة والشرعية الإلهية.