عودة القاعدة للحياة.. ستراتفور تحذر من تنامي نفوذ رجال الظواهري: السعودية هدف محتمل بعد حرب اليمن.. والتنظيم يطرح نفسه بمسميات جديدة في دول شمال أفريقيا بعد هزيمة داعش
حذرت شبكة "ستراتفور"، من أن تنظيم "القاعدة" قد بدأ بإعادة بناء قدراته في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، متوقعةً أن تصبح السعودية هدفا جديدا لهجمات التنظيم.
عودة التنظيم
وأوضحت الشبكة في تقرير جديد لها، بشأن تنبؤاتها لعام 2017، أن تنظيم "القاعدة" استغل انشغال المجتمع الدولي بمحاربة "داعش"، وتمكن من تعزيز مواقعه بالشرق الأوسط، ولذلك من المتوقع أن يكون نشيطا بقدر أكبر في العام المقبل.
وذكّر التقرير بأن فروع "القاعدة" تطرح نفسها تحت أسماء جديدة في ليبيا والجزائر ومالي ومصر واليمن، ومن المتوقع أن يزداد نفوذها في الفترة المقبلة.
وأوضح أن القلق الرئيسي يتعلق بدور "القاعدة في جزيرة العرب"، مشيرا إلى انهيار الاتفاق السري بين هذا التنظيم والسعودية بشأن اليمن، ما يجعل المملكة هدفا محتملا للتنظيم الإرهابي.
ويتوقع محللو الشبكة استمرار تراجع مواقع تنظيم "داعش"، على خلفية الحملات العسكرية ضده في العراق وسوريا.
هجمات تخريبية
وجاء في التقرير أن هذه العمليات الميدانية ستؤدي لتقليص القدرة العسكرية التقليدية للتنظيم، لكنها لن تؤثر إلا بقدر قليل على إمكانيات "داعش" فيما يخص شن هجمات إرهابية وتخريبية.
وحذرت "ستراتفور" من أن فلول التنظيم الإرهابي ستحتفظ بوجودها في المناطق التي كان يسيطر عليها "داعش" قبل تحريرها، وستبقى نشيطة بفضل استغلالها للانقسامات الطائفية والعرقية في العراق وسوريا.
العراق يعاني
وأضاف التقرير أنه من المرجح وقوع هجمات إرهابية ضخمة في العراق مجددا، على الرغم من خسائر "داعش" في ميادين القتال في هذا البلد. أما في سوريا، فيكون للتنظيم مجال أوسع لمواصلة القتال نظرا لضعف تحالف القوى التي تواجهه هناك.
كما يعتبر المحللون الأمريكيون أن الهجمات الإرهابية لـ"داعش" خارج الشرق الأوسط ستستمر، ولكن على نطاق أضيق بكثير، وأكدوا أن مسلحي التنظيم العائدين إلى ديارهم من العراق وسوريا، يمثلون خطرا على الدول الغربية، لكن بالتزامن مع تنامي هذا الخطر، سيزداد مستوى اليقظة والعمل الاستطلاعي لمواجهة هذه التحديات.
انتهاء حرب سوريا
وشكك محللو "ستراتفور" في احتمال انتهاء الحرب الأهلية بسوريا العام المقبل، على الرغم من نجاحات الجيش السوري الأخيرة، بما في ذلك استعادة مدينة حلب.
ولفت التقرير إلى أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، بحاجة إلى تحقيق تقدم على محاور كثيرة جدا لكي تحقق الانتصار النهائي. ويتعين على الجيش السوري، بالإضافة إلى الحفاظ على مواقعه الحالية في شمال سوريا، تطهير المناطق الممتدة بين حلب ودمشق وفي محيط العاصمة نفسها، من أي وجود للمعارضة المسلحة.
كما يتوقع المحللون استئناف القتال بين الجيش السوري وتنظيم "داعش" في دير الزور، وذلك في الوقت الذي يتعين فيه على القوات السورية الحكومية إيلاء الأولوية لتحرير حزام حقول النفط حول تدمر بريف حمص.
دعم الفصائل
كما سيؤدي استمرار الوجود العسكري الأجنبي، إلى تعقيد الوضع الميداني، وتتوقع "ستراتفور" أن تعدل واشنطن استراتيجيتها في سوريا مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة، لتركز الإدارة الأمريكية بعد ذلك على دعم فصائل مسلحة معينة في قتالها ضد "داعش"، بدلا من تقديم المساعدات للقوات التي تحارب قوات بشار الأسد.
وتعتقد ستراتفور أن روسيا والولايات المتحدة ستوسعان تعاونهما التكتيكي في سوريا، فيما ستحاول موسكو احتلال محل واشنطن كوسيط رئيسي في المفاوضات السورية.