رئيس التحرير
عصام كامل

التحذيرات الأمريكية من السفر لمصر في ميزان الخبراء.. شحاتة: إجراء روتيني.. عكاشة: يستند إلى حادث الكنيسة وقادرون على مواجهة الأخطار.. البنودي: الإرهاب يواجه العالم


بين وقت وآخر، وبالتزامن مع الاحتفالات المختلفة في مصر، تخرج وزارات الخارجية في عدد من الدول، لتحذير رعاياها بتوخي الحذر وتجنب السفر إلى مناطق بعينها، ومع أعياد الكريسماس خرجت أمريكا للمرة الثانية خلال العام، لتحذير رعاياها من مخاطر أمنية محتملة.


وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان أصدرته باللغة الإنجليزية، قدمت فيه نصائح للسفر بمناسبة عطلات عيد الميلاد ورأس السنة - إنه "في حين تُعزز مصر الوجود الأمني في المواقع السياحية، بما في ذلك منتجعات البحر الأحمر وسواحل البحر المتوسط والأقصر وأسوان، فإنه يمكن أن تحدث هجمات إرهابية في أي مكان في البلاد".

حادث المرقسية
وأضافت الخارجية الأمريكية، في بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني، أنه "على الأمريكيين تجنب السفر إلى الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء خارج منتجع شرم الشيخ".

ونوهت إلى الحملات التي تتم ضد "الجماعات الإرهابية في شمال سيناء والحدود الغربية بالقرب من ليبيا"، بعدما أشارت إلى "هجمات عدة وقعت في مصر خلال الشهر الماضي، ومن بينها هجوم استهدف كنيسة ملحقة بالكاتدرائية المرقسية قتل فيه 27 شخصًا".

هجمات إرهابية
وأكدت الوزارة أن السلطات المصرية عززت من الوجود الأمني في مختلف الأماكن السياحية، لكن "هجمات إرهابية قد تقع"، بحسب البيان.

وفي 8 أكتوبر الماضي، حذرت السفارة الأمريكية في القاهرة رعاياها في مصر من مخاطر أمنية محتملة، ونصحت رعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة مثل دور السينما والمسارح والأماكن المزدحمة ومراكز التسوق والمتاحف والملاعب وقاعات الموسيقى.

وذكرت السفارة أن على المواطنين الأمريكيين الذين يعيشون في مصر اتخاذ الحيطة اللازمة وفِي جميع الأوقات، لكنها ولم تذكر طبيعة هذه المخاطر المُحتملة وهل هي عمليات إرهابية متوقعة أم لا.

إجراء روتيني
وقال اللواء عبد السلام شحاتة، الخبير الأمني، إن تلك التحذيرات تعتبر إجراء روتيني تقوم بها الدول، ضمن تحذيرات أخرى تقدمها لرعاياها بكل الدول وليس في مصر بشكل خاص ضمن توفير الحماية اللازمة لهم، فالإرهاب الآن لا يهدد دولة بعينها، بل خطر مشترك يواجه جميع الدول حول العالم دون استثناء.

وأكد الخبير الأمني، أن تلك التحذيرات غير مقيدة لحريات المواطنين في التحرك، وأماكن تجمع السائحين والزوار الأمريكيين معروفة لدى قوات الأمن التي تفرض سيطرتها الأمنية على تلك الأماكن، مطالبًا بضرورة بعدم تهويل الأمر لكون تلك التحذيرات لا تتعدى البيانات الرسمية ولا تتعلق بمعلومات عن أخطار حقيقية.

الاستناد إلى أحداث
وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، ومدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، إن بيان وزارة الخارجية الأمريكية لا يخرج عن كونه بيانا دوريا يصدر في المناسبات والاحتفالات مقصده توخي الحذر، والبيان هذه المرة مستند إلى حادثين أساسيين أولهما تفجير الكنيسة البطرسية في مصر وثانيهما تفجير الكرك في الأردن.

وأضاف «عكاشة»، أن البيان شمل تأكيد أن الأمن المصري يفرض سيطرته على جميع المناطق وأن الأوضاع هادئة ومستقرة وأن القوات الأمنية قادرة على التصدي لأي أخطار يمكن أن تحدث، كما أن الخارجية الأمريكية لا تقصر هذه البيانات على مصر فقط، بل سبق وحذرت رعاياها من السفر إلى تركيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول.

تأثير فى السياحة
وقال مجدي البنودي، الخبير السياحي، إن بيان الخارجية الأمريكية غير مؤثر في حد ذاته على حركة السياحة إلى مصر، لأنه يأتي ضمن إجراءات أمنية توجهها الدول لرعاياها في البلاد المختلفة.

وأضاف «البنودي»، أن حادث تفجير البطرسية قضى على الآمال في عودة السياحة الأوروبية في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن حجم الحجوزات انكمش في هذا الوقت مقارنة بالأعوام السابقة، إذ بلغت نسبة متوسط الأشغال في فنادق البحر الأحمر 35%.

وأكد أنه لم يحدث إلغاء للحجوزات التي تمت في الفترة قبل حادث تفجير الكنيسة في 11 ديسمبر، إلا أن الفنادق في نفس الوقت لم تتلق طلبات بالحجز منذ تاريخ الحادث، مع الاعتبار أن خطر الإرهاب يواجه العالم أجمع وليس مصر وحدها.
الجريدة الرسمية