رئيس التحرير
عصام كامل

احترام المهن أساس أي نهضة


وصلتني رسالة من الأستاذ "محمد جلال" يقول فيها:
"لا شك أن أمل كل طفل أن يكون إما ضابطًا أو دكتورًا أو مهندسًا ولعل المهن التي يمكنها أن تدير دولة هى كل المهن بدون أي تمييز، وهذا التمييز الذي جعل الناس يفضلون أن يكون كل أطفالهم مهندسين أو أطباء على اعتبار أن كل المهن الأخرى لا قيمة لها، وأصبح أيضًا القائمون بها لا يريدون أن يذكروها لأنها لا تشرفهم، وأتمنى أن نرتب يوم كل فترة في المدارس أشبه بمجلس الآباء، يقوم كل أب بالحديث عن عمله أمام الطلبة وما هى مهام القيام بذلك العمل وما هى التحديات التي تواجهه، حتى يشعر كل طفل أن هناك أمثلة مشرفة من كل المهن وأن الحياة ليست تخصصات معينة والباقي ليس له قيمة.


و أكمل المواطن يقول: إننا أمام إعداد جيل يحترم كل التخصصات، بل ويتمنى أن يكون حرفيًا أو يكون عاملًا أو أن يكون طبيبًا، فالمهن كلها أمامه ستكون سواسية، وأن النجاح ليس بأن يحرز الطالب المجموع العالي الذي يؤهله إلى الدخول في كليات أطلقوا عليها كليات القمة، ناسين بذلك أن هناك مهن يقوم بها الناس ينظفون بها الشوارع أن غابت عنا جعلت حياتنا جحيمًا لا يطاق.

لا بد أن نبدأ اليوم في مع العمل الإعلامي لتغيير ثقافة الشعب نحو العمل و أن نعضد احترامه لكل الأعمال، و أن نحفز الناس على الدخول إلى الاتجاه إلى التدريب المهني من أجل أن نصنع جيلًا قادرًا على العطاء في كل الأعمال وليس الاتجاه إلى الاعتقاد بأن المهن المحترمة هى مهن معدودة وأن لم تتاح للطالب الفرصة للعمل بها فإنها لا يليق".

انتهت رسالة القارئ الكريم، وأقول له:
اتفق مع القارئ الكريم فيما تفضلت به، وبالفعل إن هناك الكثير ممن يريدون أن يعملوا في مجال الحرف ولقد التقيت بهم في كثير من الندوات التي كنت محاضرًا بها في عدد من الجامعات المصرية، حيث كان بعض الطلبة يحبون العمل الحرفي، إلا أن رغبة أهلهم في تغيير مسار حياتهم كانت من أجل الحصول على شهادة عالية للحصول على عمل مكتبي من جهة، ومن أجل أن تكون هذه الشهادة لائقة بهم عند الزواج.

مع العلم أن الحرفي اليوم قادر على تحقيق دخل عالي لا يحققه وكيل وزارة، إلا أن الرغبة في البعد عن هذه الحرف كان بنفس الأسباب التي ذكرناها، أن المهن مصنفة في بلدنا ضمن الأعمال الأقل قيمة بين الناس، وإذا كنا فعلًا جادين في النهضة فلا بد من تغيير وجهة النظر تلك، لتصبح كل المهن لها مكانة في المجتمع دون المساس بكرامة أحد، وذلك سيكون جاذبًا لها، فتتكامل الجهود من أجل بلادنا.

الجريدة الرسمية