«فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا»
هذا كلام المولى عز وجل في محكم آياته ونقول للذين يريدون أن يبدلوا كلام الله.. إن الله بالغ أمره.. وهذا رد على الذين يجادلون بغير علم في تفسير بعض آيات من سورة الفاتحة.."غير المغضوب عليهم ولا الضالين".. لا ندرى من هم المغضوب عليهم ولكن نستطيع أن نقول الذين غضب الله عليهم.. وقد نفترض طبقا لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله (ص) أن هم من ضَل سعيهم في الحياة الدنيا أي من لم يشهدوا أنه واحد أحد وأن محمدا عبده ورسوله والظالمين والمنافقين ومن معهم.. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين.. وهذا شامل كل حاكم ظالم مستبد يظن أنه إله من دون مالك الملك.. وأما الضالين فهم من نفس الملة بطريقة أو أخرى.. ما علمت لكم من إله غيرى.. ما أريكم إلا ما أرى..
على كل أن يرى أين يقف.. وهذا ليس مقارنة بين المسلم وغير المسلم.. نحن أبناء وطن واحد ومصيرنا مشترك في البأساء والضراء والخير والحريّة إذا كانت.. ونرى تهجما على الإسلام بغير داعٍ إلا الغيرة والحسد والاستبداد.. إن الدين عند الله الإسلام..
تفسير آيات الذكر الحكيم يتغير بالنسبة للزمان والمكان لأن القرآن صالح لكل زمان ومكان.. يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم.. لكافة الناس في أي زمن.. لكن بعض الآيات لها تفسير ثابت لا يتغير مثلا: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.. وفى هذه الأيام الحالكة نرى بعضا من المنافقين الذين باعوا أنفسهم يحاولون تطويع بعض آيات الذكر الحكيم لتوافق هوى أصحاب السلطة والملحدين كارهي ملة إبراهيم (ص) ويحاولون التشكيك في النور المبين ليتساوى مع الكتب التي تم التدخل فيها من أصحاب المصالح ليتم حصر دين الله في دور العبادة.
الغرب يريد للإسلام نفس مصير المسيحية التي تم تغريبها إلى عدة ديانات وحصرها في الكنيسة فقط وتناسوا أن المسيحية نشأت في الشرق..
الغرب وبعض عملائهم في بلادنا يريدون أن يضربوا الإسلام في الثوابت فبدءوا يشككون في البخاري لكى يشككون في الحديث الشريف ثم بعد ذلك إلى التفسير وتلك طريقة خبيثة شيطانية لأنهم سوف يتجرؤا على النص، وذلك هو المراد.
الكلام يطول لكن ما يعطينا بعض الطمأنينة.. قوله تعالى "وإنا له لحافظون".