رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «مالطا» قبلة خاطفي الطائرات.. الطائرة الليبية آخر الحوادث.. «مبارك» يستعين بـ«777» لتحرير الرهائن المصرية بطائرة مصر للطيران 1985.. والقوانين والوقود كلمة السر


خاطفو الطائرات لا يقومون بالأمور عبثًا، المخاطرة شديدة والعقوبات قد تدفعهم خلف السجون لسنوات طويلة، ناهيك عن التطورات التي قد تحدث أثناء عملية الخطف لذلك كان التخطيط أمر مهم.


أين يخطف الطائرة وما المكان الأكثر مناسبة؟ هو أهم الأسئلة التي يجب على كل شخص يفكر في ارتكاب تلك الجريمة.

مالطا كانت المكان المناسب لخاطفي الطائرات، الذين حولوا الجزيرة الساحلية إلى «قبلة» لخطف الطائرات وآخر تلك النماذج بالأمس حين اختطف شخصان ينتميان لجماعة «الفاتح الجديد» الليبية بخطف طائرة ليبية تابعة للخطوط الجوية الأفريقية على متنها 118 راكبا، وهبوطها في بلاده، وذلك عقب تهديد شخصين بتدمير الطائرة المخطوفة إن لم يتم تحقيق مطالبهما.

وذكرت وكالة "فرانس برس" للأنباء، أن خاطفي الطائرة الليبية يطلبان اللجوء في مالطا، وقال راكب بالطائرة الليبية المختطفة لنائب ليبي إن الخاطفين طالبا بتأسيس حزب موالي للعقيد معمر القذافي.

وتمكنت السلطات المالطية من القبض على خاطفي الطائرة الليبية بمطار فاليتا بمالطا بعد استسلامهما، والإفراج عن ركاب الطائرة الليبية المختطفة، بالإضافة إلى طاقم الطائرة.


مصر للطيران
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى فسلسلة خطف الطائرات التي اختار فيها المجرمين الهبوط في مالطا كثيرة وإن كان أشهرها ما حدث في 23 نوفمبر 1985، حين اختطف أشخاص طائرة مصر للطيران رحلة 648 والتي كانت متجهة من مطار أثينا باليونان إلى مطار القاهرة، وأجبروا قائد الطائرة على الهبوط بها في مطار لوكا الدولي بمالطا.

وطلب الخاطفين إعادة تزويد الطائرة بالوقود، إلا أن السلطات المالطية رفضت طلبهم، فهدد الخاطفين بإعدام راكب كل ربع ساعة، حيث قتلوا راكبين، وأصابوا 3 آخرين، ولذلك قام الرئيس الأسبق حسني مبارك بالضغط على الحكومة المالطية لحسم العملية بنفسها، أو السماح للقوات الخاصة المصرية بالتدخل لإنهاء عملية الاختطاف.

وقرر مبارك إرسال فرقة من الوحدة 777 التابعة للقوات الخاصة المصرية إلى مطار لوكا واقتحام الطائرة وتحرير الرهائن، وبدأت العملية فجر يوم 25 نوفمبر 1985، وذلك حين تقديم وجبة الإفطار إلى الركاب، وعندما أحس الخاطفون بالخطر قاموا بإلقاء قنابلهم، وإطلاق النار عشوائيًا في الطائرة على الركاب والقوة المهاجمة، ما أدى لسقوط 56 قتيلًا، من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة.


القرصنة الجوية
وفي نفس السياق يقول اللواء عبد السلام شحاتة الخبير الأمني، أن أحد أسباب اللجوء إلى مالطا من قبل خاطفي الطائرات هو انتشار تجارة القرصنة الجوية في تلك الجزيرة، لافتًا إلى أن الخاطف لا يدري شيئًا عن آليات عملية الخطف إنما يتواصل مع هؤلاء التجار الذين يديرون شكبة كبيرة يعمل بها عدد من الموظفين المتخصصين، ويوجهونه حسب خططتهم، وذلك لأهداف مادية كالمطالبة بمبالغ من المال.

«شحاته» يضيف هدف آخر متمثل في الاتفاقيات الدولية التي تركت أمر العقوبات للتشريعات القانونية في الدولة التي يسلم الخاطفون أنفسهم فيها، أو يلقى القبض عليهم، وتتميز مالطا أن عقوباتها غير رادعة.

قرب المسافة
فيما يرى خبراء الأمن أن مالطا هي المكان الأنسب للخاطفين؛ لأنها جزيرة في وسط البحر وبالتالي تكون أكثر أمانا، بجانب أنها قريبة من عدة دول وهو ما يدفع الخاطفون الذين يخشون أن يذهبوا لمكان بعيد أن ينفذ الوقود.

الجريدة الرسمية