رئيس التحرير
عصام كامل

فكر أفضى إلى الموت!!


يقولون: "ضرب أفضى إلى الموت" عندما يعتدي شخص على آخر، فتكون النتيجة أن يذهب هذا الواحد "فطيس" نتيجة عدم احتماله للعلقة أو نتيجة لغشم المعتدي الذي لا يعرف أصول الاعتداء، أو حدود الاعتداء الآمن، ونظن أن السنوات الأخيرة انتشر مصطلح آخر خاص بالسادة ضباط الشرطة، عندما يعتدون على مواطن فتكون النتيجة "تعذيب أفضى إلى موت"، وعادة ما يكون أبطال هذه الجرائم ضباطا صغارا لا خبرة لديهم بأصول وفنون التعذيب.

تذكرت هذا المصطلح عندما تابعت مثل ملايين غيري الشاب التركى "مولود مرت ألطن طاش"، وهو يلقي بخطاب ناري على مسرح جريمته متوعدا كل من تورط في الدم السوري بحلب، من وجهة نظره طبعا، بأنه لا أمان لكل من باع أو أهدر أو تورط في حلب، وأغلب الظن أن الشاب القتيل فكر جيدا قبل اقتراف جريمته التي تعدت فكرة القتل إلى خيانة الأمانة.. أمانة الحماية لا القتل، وأمانة حمل سلاح مرخص من جهة الإدارة لاستخدامه في حماية السفير وليس قتله.

وأغلب الظن أيضا أنه ارتكب تلك الحماقة وهو متصور أنه يتقرب بها إلى الله كما أفهموه أو كما ربوه وبالتالى فإنه وقع في جريمة فكر أفضى إلى الموت، وهي ذات الأفكار التي يؤمن بها رجب طيب أردوغان، الذي إن صحت الرصاصة لوصلت إليه بالدليل والبرهان، فهو أول من باع حلب، حسب مفهوم الشاب المغيب، ورصاصاته كان ينبغى لها أن تصل إلى كل من أراق الدماء في سوريا، بدءا من عواصم الدم العربية، وليس نهاية برئيسه الطيب.

أقول ذلك وأنا أرفض فكرة الدم من أساسه وفكرة النضال بالسلاح تلك الفكرة التي صدرتها لنا الوهابية الملعونة وجماعة الإخوان المغضوب عليها وأعضاؤها الضالون، وكل من سافر هجرة للجهاد المفخخ، والقتل المنظم في سوريا الأبية.. آخر من كان يجب أن تصل إليه رصاصة الشاب المغيب فكريا هو سفير روسيا.. روسيا وكل من تعاون معها عل البر في قتال المجرمين بحلب، يجب أن نكرمهم حتى لو كانوا يبحثون عن مصالحهم التي تلاقت ومصالح سوريا الموحدة، المناضلة، الأبية، المنتصرة على كل قوى الشر.

رصاصة الشاب بريئة والشاب نفسه وقع تحت تأثير الفكر الذي يفضي إلى الموت.. هو نفسه فكر الإخوان في سيناء وفكر الإخوان في سوريا وفكر الوهابية القادمة من بلاد الظلمة والظلام وفكر الجماعة في تفجير الأكمنة وقتل أبرياء كانوا يتضرعون إلى الله في الكنيسة البطرسية.. القاتل هو رجب طيب أردوغان، والقاتل هو أمير قطر والقاتل هم هؤلاء الذين صدروا لنا إسلاما مفخخا من الرياض.. القتلة هم من روجوا الكذب واعتبروه دينا وروجوا القتل واعتبروه ديدنا وروجوا التدمير وظنوه بناءً.

مثل "مولود مرت ألطن طاش" مئات الآلاف بل ملايين من أمراء الحروب والقتلة والإرهابيين صوروا لهم أن خيانة الأمانة شرف، وأن القتل باسم الدين جهاد، وأن الحامي عندما يصبح "حرامي" فإن هذه بطولة.. القتلة هنا في القاهرة كتب على الرصيف.. بينما القتلة هناك في أنقرة حكام وصلوا إلى مناصبهم بفكرة الزيف الإلهي والجهاد المزور.. القتلة في الرياض وفي كتبهم ودينهم الذي لاعلاقة له بما نؤمن به من تراحم وتواد وتعاطف وسلام.. اقبضوا على القتلة وترحموا على كل المفتونين بأفكار تفضي إلى الموت.
الجريدة الرسمية