ضرورة تحقيق العدالة الناجزة
منذ 30 يونيو وإعلان قيام الدولة الجديدة مبرأة من جرائم وآثام حكم الإخوان المسلمين الإرهابيـة، شرعت الجماعة الإرهابية في الاعتداء على المرافق الحيوية، وذلك بنسف أبراج الكهرباء انتقاما من الشعب الذي ثارت أغلبيته على الديكتاتورية الإخوانية، وبدأت سلسلة اغتيالات مخططة لكبار رجال الدولة كالنائب العام السابق، وامتدت الجرائم الإرهابية لتطول عددا من ضباط وجنود الشرطة وبعض قادة القوات المسلحة.
ويمكن القول إنه بالرغم من الجهود الأمنية الضخمة التي تقوم بها قوات الشرطة -بالإضافة إلى الأداء البطولي للقوات المسلحة ضد الإرهاب في سيناء- فإن موجات الإرهاب المتوحش قد طالت مؤخرا في تفجير الكنيسة البطرسية عددا من المواطنين المصريين ذهبوا إلى دار العبادة لكي يؤدوا الصلاة.
ويعني ذلك –وخصوصا بعد استخدام الحزام الناسف كأداة تفجير أساسية لأول مرة- أن الجماعة الإرهابية تسعى- كما تعلن ذلك بكل وضوح قنواتها التليفزيونية التي تبث سمومها من تركيا- إلى إسقاط النظام السياسي الراهن.
ويعمل في هذه العشرات مجموعة من أنصاف المتعلمين من ذوي الاتجاهات الدينية المتطرفة، الذين يكشف خطابهم الإعلامي عن تهافت لا حدود له، وإفلاس فكري عميق.
وأخطر من هؤلاء –في نظري- الأقلام الصحفية المصرية المجرمة التي لا يزال يسمح لها ببث السموم في المقالات التي ينشرونها، وآخرها هذا الكاتب الصحفي الإخواني المعروف والذي –بدون أي خجل أو حياء- يبرر حادثة الإرهاب المتوحش الأخيرة ضد الكنيسة القبطية، باعتبارها رد فعل لتعذيب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في السجون!
مع أنه لا يملك دليلا واحدا على وقوع حوادث التعذيب، بالإضافة إلى أن تبرير الإرهاب بهذه الدعاوى الكاذبة ينبغي أن يخضع للمساءلة القانونية، لأنه يكون جريمة التحريض على الإرهاب.
وليس هناك من شك أننا نحتاج إلى عملية إصلاح قانوني واسعة، تتيح تحقيق العدالة الناجزة،لأن تعقيد الإجراءات الجنائية هو الذي يسمح لهؤلاء الإرهابيين بالإفلات من تطبيق العقوبات الجنائية الصارمة.
eyassin@ahram.org.eg