رئيس التحرير
عصام كامل

كلام مهم للرئيس.. ولكن من يفهم ويسمع وينفذ!


ما قاله الرئيس السيسي في ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث أكد أن أول التحديات التي نعاني منها منذ فترة طويلة هي انفصال خطابنا الديني عن جوهر الإسلام ذاته، وعن احتياجات عصرنا الحالي، وأن علماءنا ومفكرينا تحدثوا من قبل عن احتياجنا الملح لتحديث خطابنا الديني لتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة، سواء بفعل مرور الزمن أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر داخلهم وراء غطاء مقدس يبررون به إرهابهم للأبرياء، ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب، ومن ثم فلا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره وممارساته داخل مصر وأن مواجهتنا له عسكريًا وأمنيًا ستستمر، ولكن لا بد من تصويب الخطاب الديني وتحديثه، وهذا ليس ترفًا ولا رفاهية بل ضرورة، حيث إننا بتصويب هذا الخطاب لا ندافع عن الدين الإسلامي الحنيف فقط بل عن جميع الأديان وجوهر أفكارها، الأمر الذي يجعل من تصويب الخطاب الديني أحد أهم القضايا على الإطلاق.


لقد أشار الرئيس إلى حاجتنا لتشكيل لجنة من كبار علماء الدين والاجتماع والنفس للتباحث في نقاط القوة والضعف التي يعاني منها المجتمع المصري لتقوم بتنقية النصوص وصياغة خارطة طريق تتضمن المناسبات الدينية المختلفة على مدى العام، وتضع خطة محكمة تهدف إلى ترسيخ الفهم الديني الصحيح على مستوى الجمهورية، مطالبًا الأزهر الشريف بأن يستمر في دوره كقلعة مستنيرة تسهم في إحياء صحيح الدين، لا سيما في ضوء سعي البعض لترويع الناس بالدين وهدم الدولة من أجل أفكار هدامة تنفق في سبيلها أموال طائلة، وقد راهن هؤلاء على ضياع مصر الشهر الماضي، لكن وكما قال الرئيس السيسي "إن الله معنا، فنحن لم نتآمر على أحد ولم نقتل أحدًا وسنظل نبني ونعمر ونصلح".

هكذا وضع الرئيس السيسي يده على أس البلاء وموطن الداء الذي لم تفعل للأسف مؤسساتنا الدينية حتى هذه اللحظة ما يدعونا للاطمئنان على مستقبل هذا الوطن في ظل غياب فهم مستنير لدى البعض لهذا الدين الحنيف الذي هو برئ تمامًا من كل إرهاب ومن الإرهابيين القتلة جميعًا.

كلام الرئيس مهم، ولكن من يسمع ويفهم وينفذ.

الجريدة الرسمية