رئيس التحرير
عصام كامل

حسن أمين الشقطي يكتب: من ينقذ قصب السكر بصعيد مصر


لا يخفى على أحد تفضيل الدولة لبنجر السكر على قصب السكر في إنتاجها للسكر، على الأقل لأنه يستهلك كميات مياه أقل لا تزيد عن 4000 م3، في مقابل احتياج قصب السكر لنحو 8200 م3 مياه، فمساحة 329 ألف فدان الآن منزرعة بالقصب تستهلك سنويا نحو 2.7 مليار متر مكعب مياه، وهي كميات يعتبرها البعض استنزافا لمورد نادر وثمين وهو المياه.


لذلك فإن أي تفكير في تقليص الرقعة المنزرعة أو تهميش قصب السكر يمكن أن يتسبب في اضطراب الأوضاع الحياتية لنحو 500 ألف مزارع لقصب السكر بأسوان والأقصر وقنا وسوهاج والمنيا، حيث إن مصدر دخلها الرئيسي هو زراعة قصب السكر ليس من سنة أو اثنين ولكن من 30 أو 40 عاما تقريبا.

هذا بجانب 40 ألف عامل بمصانع السكر الثمانية بخط الصعيد، هؤلاء ما بين مهندس وموظف وعامل فني، هؤلاء أيضا معرضين لفقدان وظائفهم حال تم التفكير في مراجعة صناعة السكر من قصب السكر.

اليوم توجد مطالبات لرفع سعر توريد قصب السكر للمزارعين من مستوى لم يعد كافيا لتعويض نفقات إنتاجه، فسعر توريد طن القصب يصل إلى 500 جنيه، وبمعرفة أن الفدان ينتج 40 طن، فإن الفدان يحقق للمزارع إيرادات 20 ألف جنيه، وبمعرفة أن الفدان يحتاج لنفقات تشغيل 18 ألف جنيه، فإن المزارع ينهي عاما كاملا بربحية صافية 2000 جنيه للفدان، يعني ربحا شهريا 167 جنيها، وهي قيمة متدنية.

وجدير بالذكر أن متوسط ملكية المزارع الواحد بالصعيد تصل إلى 0.7 فدان أي ثلاثة أرباع فدان تقريبا، أي أن المزارع يكسب فقط 1316 جنيها، وهي قيمة متدنية لم تعد كافية لإعاشة أسرة، لذلك، فإن الأوضاع المعيشية لمزارعي قصب السكر تعتبر سيئة للغاية، وتحتاج للمراجعة والدعم الحكومي بأشكال متعددة لكي نحافظ على زراعة قصب السكر من التدهور.

وأتمنى قبل التفكير في مشكلة استنزاف القصب للمياه، والتفكير في تقليصه أو تقليص صناعته، ينبغي أن نوجد البدائل الوظيفية والمعيشية لهذه الأسر (540 ألف أسرة بصعيد مصر)، وخاصة أن الأوضاع المعيشية بأسوان وقنا تحديدا تعاني سوءا، يمكن أن يتفاقم بحدوث أي تعديلات في زراعة وصناعة قصب السكر.

وفي اعتقادي أن هذه الفترة التي تعيش فيها مصر أسعار مرتفعة للسكر، يمكن أن تكون مناسبة لحل مشكلات زراعة وتوريد قصب السكر نظرا لسهولة رفع أسعار توريد قصب السكر.

إننا في حاجة لدعم ومساندة مزارعي قصب السكر وتخفيف الأعباء المعيشية عليهم.

أسوان والأقصر تحديدا حياتهم المعيشية تقوم على السياحة بالدرجة الأولى وهي لا تزال متدنية ونتطلع لتحسنها هذه الشهور، وتعتمد بالدرجة الثانية على محصول قصب السكر لتدبير أوضاع نحو ثلث السكان تقريبا. لذلك، فالجميع يتطلعون إلى اهتمام ودعم حكومي حقيقي لقصب السكر.
الجريدة الرسمية