رئيس التحرير
عصام كامل

لا مجال للارتعاش في مقاومة الإرهاب!


لسنا في حاجة للقول إن ما نواجهه اليوم من مخاطر وتحديات هو أكبر بكثير مما واجهناه من قبل، وإن أبلغ رد على هذا الإرهاب المتآمر أن تبقى جبهتنا الداخلية موحدة على قلب رجل واحد خلف راية الدولة، فالخطر يزداد والتحديات تتفاقم في الأمن والاقتصاد، والجبهة الداخلية مستهدفة بقوة شاء من شاء وأبى من أبى.. فليس قتل مسلمين أمام مسجد يوم جمعة، وليس قتل مسيحيين في كنيستهم يوم أحد مجرد مصادفة، ومن ثم فليس هناك مجال للتعامي عنه أو الارتعاش في مقاومته بالقانون والفكر ووحدة الصف وليس بالارتخاء والتراخي والغفلة أو التشكيك والتراشق.. فذلك يطيل أمد الفوضى ويفاقم الأزمات صعوبة وتعقيدًا..


لكن أين العدالة الناجزة.. كيف يتحقق القصاص العادل بمحاكمة سريعة تتوفر فيها شروط التقاضي المنصف الناجز الرادع.. ماذا سيفعل البرلمان لإنجاز مثل هذه التشريعات المتوافقة مع الدستور، القادرة على تحقيق الردع والعدالة وماذا ستفعل الحكومة لتطهير أجهزتها مما بقي من فلول الإخوان المعوقة.. ومتى ستتوقف أبواقهم الداعية لمصالحة خادعة لا يملك أحد إنجازها على أشلاء الضحايا والدماء البريئة أو على أسنة سلاح الإرهاب وابتزاز الدولة مع جماعة تقتل شعبها واختارت العنف سبيلًا لتحقيق غاياتها وابتزاز الحكومة والانقلاب على إرادة الملايين التي خرجت في 30 يونيو ضد حكمهم المشئوم.

الإرهاب خطر استثنائي تنبغي مواجهته بإجراءات استثنائية أيضًا على ذات المستوى فلماذا ترتعش يد الحكومة في التصدي لمحاولات إشاعة الفوضى وهدم الوطن.. فكيف ننتقل للبناء وفينا من يصر على الهدم، هل يمكن للدولة أن تحيا في سلام وأمن وعلى ظهرها شيطان يغرز سيفه في خاصرتها؟!

لا تزال بلادنا تنزف اقتصاديًا وتنزف دماء الشهداء والضحايا؛ الأمر الذي يضاعف حاجة بلادنا إلى تعبئة وطنية مستنيرة لعبور هذه المرحلة المضطربة إقليميًا ودوليًا، وهو ما يضاعف حجم مسئوليات وأعباء الحكومة والمواطنين أيضًا؛ فالحكومة مطالبة بالخروج للناس وطمأنتهم على المستقبل حتى تعيد إليهم الثقة، وتستعيد مصداقيتها التي جرحتها القرارات المتضاربة والتصريحات المتعارضة لبعض مسئوليها.

الناس في حاجة لمعرفة متى سيتوقف ارتفاع الأسعار بلا مبرر.. متى تتراجع البطالة ومعدلات التضخم والفقر، متى تعود مصر لمكانتها التي يبذل الرئيس جهودًا مضينة لوضعها في مكانها المستحق، وهو ما يقابله للأسف تراخٍ وتخبط وفشل كبير لأجهزة الحكومة، وكافة قوى المجتمع وتياراته السياسية؛ فالمغالون في الأسعار، المتاجرون بأقوات الشعب، المتربحون بأزماته لا يقلون خطرًا عن الإرهاب.. والمواجهة ينبغي أن تكون مصر شاملة.. وإذا كان الله قد حفظ مصر فليس معنى ذلك أن نفرط في أسباب الحماية والاستقرار.. والأخذ على أيدي الظالمين وإلا نكون شركاءهم في الجرم.. ولن يرحم التاريخ من يفرط في أمن مصر واستقرارها.
الجريدة الرسمية