رئيس التحرير
عصام كامل

قطار «السمان والخريف» يرصد حال مصر بعد ثورة يوليو


في تجسيد لحال الشخصيات الحزبية التي انتهت أدوارها بعد ثورة 23 يوليو، رسم الأديب الراحل نجيب محفوظ نسيج شخصية عيسى الدباغ «محمود مرسي»، الذي يستبعد من مركزه القيادي في الدولة بعد الثورة ويلتقي فتاة ليل «نادية لطفي»، لتعوضه فقد القوة والسلطة.


والتقى قلم الأديب العالمي مع كاميرا المخرج حسام الدين مصطفى لتتحول رواية «السمان والخريف»، إلى فيلم حمل ذات الاسم، ونجح في رصد دقيق لحالة مصر بعد ثورة يوليو عام 1952، وصدمة المستفيدين من أوضاع مصر قبل تلك الثورة من النظام الجديد.

واستطاع المخرج الكبير حسام الدين مصطفى، نقل المشاعر التي مرت بها الشخصية عن طريق حركة الكاميرا وبعض «الكادرات» المتلاحقة، التي كان لها عدة دلالات.

وعقب حديث دار بين عيسى الدباغ، وصديقه، حول المواجهة الوهمية من الحكومة لقوات الإنجليز، استخدم المخرج الراحل مشهدًا لقطار يسير بشكل معتدل، في تعبير عن قوة النظام الحاكم وقتها، وسيطرته على أمور البلاد.

 

مشهد آخر يلتقي فيه عيسى الدباغ، رجل الحكومة، عددا من رجال المقاومة الشعبية ضد الإنجليز، بعد قطعهم قضبان السكة الحديد، لمعرفة مطالبهم، ولكنه يظهر في حالة عجز عن تحسين صورة الحكومة، التي أرادت التجسس عليهم عن طريق ما يسمى «تنظيم المقاومة»، ولكن استبسال أفراد المقاومة أمامه، كشف أن الحال المائل لن يستمر طويلا، وجسد ذلك التقاط الكاميرا سير القطار بـ«المقلوب»، ثم اعتدالها.




 

أما المشهد الأخير الذي استخدم فيه العبقري حسام الدين مصطفى القطار، كان عقب الثورة وعزل الفاسدين من مناصبهم، وكان من ضمنهم عيسى الدباغ، الذي اضطرته الظروف إلى بيع أثاث منزله، بعدما فقد كل ما يملك، وهو ما أظهرته الكاميرا بتصوير القطار، وهو يسير بشكل عكسي معتدل، كأنه يمحو الماضي وراءه، مما يدل على أن موجة التغيير الجديدة أبادت كل ما يتعلق بالنظام السابق، وكان أولهم الدباغ.

 
الجريدة الرسمية