رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ أبناء الشيطان في «مصر الصغرى».. الفيوم «بيت حافل بالإرهابيين».. احتضنت مؤسس الجماعة الإسلامية.. «الشوقيين» أحلت دماء وأموال الأقباط.. و«الذبح» شرط دخول ال


أعاد «محمود شفيق محمد» الذي فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية بالعباسية، والذي ينتمي لمحافظة الفيوم، تاريخ المحافظة التي أفرغت العديد من العناصر الخطرة وتركت وجعا بأعمالها الإرهابية.


الآباء المؤسسون
«عمر عبد الرحمن» مؤسس الجماعة الإسلامية، يعد أحد أبرز الذين يرتبط اسمهم بالفيوم، خاصة أن أول ظهور له كان عندما عين إماما لأحد المساجد الصغيرة بقرية سنهور القبلية قضى فيها عامين، بعد فصله من عمله كمعيد بكلية أصول الدين عام 1969، وذاع صيته عندما نقل إلى مسجد بحي التسعاوي بمدينة الفيوم، وأطلق على المسجد فيما بعد اسم مسجد عمر عبدالرحمن.

الشوقيين
وخرجت من كنف الجماعة الإسلامية عدد من الجماعات المتطرفة أبرزها «الشوقيين» التي أسسها المهندس شوقي الشيخ، المولود بقرية سينرو القبلية، واتخذ من قرية كحك بحري مقرا لجماعته، ورغم أن ابن عمه محمد عبداللطيف الشيخ أحد أهم كوادر الحزب الوطني بالفيوم إلا أن «شوقي» اتبع الدكتور عمر عبدالرحمن وتدرج حتى أصبح من أهم كوادر الجماعة.

واعتقل «شوقي الشيخ» في بداية عام 1981 وظل حبيسا حتى أطلق سراحه عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، وعقب خروجه من المعتقل كون جماعته «الشوقيين» التي كفّرت كل من هم خارجها (حكامًا ومحكومين)، واعتبر «الشيخ» مهمته الأولى تصفية الجماعات الإسلامية الأخرى.

مصادر التمويل
سرقة الدراجات النارية والسيارات من مدينة أبشواي كانت أحد مصادر تمويل عمليات التنظيم، حتى اتجه إلى السطو المسلح على محال الذهب خصوصًا التي يمتلكها الأقباط بمدينة الفيوم، استنادًا إلى الفتوى التي أطلقها «الشيخ» وأحل فيها الأموال ما عدا أموال أعضاء التنظيم باعتبار الآخرين كفارًا.

عانى التنظيم من خلافات فكرية عميقة بين عناصره وصراعات على الزعامة فاختلف «عبدالله خليفة» مع قائده شوقي الشيخ وشكل تنظيمًا مستقلًا وانتقل إلى أطراف مدينة أبشواي، كما وقع انشقاق آخر في صفوف مجموعة خليفة بخروج محمود صالح وعلي عبدالوهاب ورمضان مصطفى وعلي فايد ميهوب.

وحين وقع الصدام بين الشرطة والمتطرفين بالفيوم في أبريل 1990، وصفت الأجهزة الأمنية شوقي الشيخ، فر عبدالوهاب ورمضان وميهوب وكوّنوا مجموعة استقرت في بنها، وبدأت عمليات السطو المسلح على محال الذهب، وكانت العملية الأولى التي نفذوها في ديسمبر من العام نفسه، عندما سرقوا محل ذهب في قرية بشتيل.

تكفير الأب الروحي للجماعة الإسلامية
ويظل انشقاق شوقي الشيخ عن الأب الروحي للجماعة الإسلامية عمر عبدالرحمن، هو أشهر الانشقاقات وأكثرها دموية بين الجماعات اليمينية المتطرفة، لارتباطه بتصفيات جسدية نفذها أنصار شوقي الشيخ الذي أصدر فتوى بأن عمر عبدالرحمن نفسه خرج عن دين الإسلام، وأباح دمه ومن يأتي برأسه سيدخل الجنة.

وجاءت الفتوى بعد مشادة عنيفة بينهما في مسجد التوحيد في سينرو، وهي القرية التي نشأ فيها شوقي الشيخ، وهجرها إلى كحك بحري مقر جماعة الشوقيين، التي احترق أكثر من نصف منازلها في أحداث أبريل 1990.

علاقة الإخوان بالفيوم
تسللت جماعة الإخوان للفيوم عام 1937، ونشرت إحدى الجرائد الإقليمية اسمها ( الفيوم )، يوم 21 مايو عام 1937، خبر نشأة شعبة الإخوان بالفيوم، المكونة من سامي ناصر المحامي رئيسًا، والشيخ محمد محمد رمضان الواعظ وكيلًا، وحسن لطفي أفندي المصري ونجيب شرابي أفندي للسكرتارية، والشيخ محمد مسعود الإبياري أمينًا للصندوق والجارحي الديب أفندي رئيس شياخات المديرية والشيخ على نصر والشيخ عبد المطلب ناصر والشيخ محمد ونيس وسيد نعمان أفندي ومصطفى صدقي أفندي وعبد الحق جاد أفندي أعضاء.

بوق الجماعة
واستطاعت تلك الشعبة أن تنشر الدعوة بنواحي الفيوم المختلفة، كما استطاعت أن تتصل بجريدة "الفيوم" وصاحبها هشام عبد الحي وأن يكون لها ركن ثابت في الجريدة ينشر أخبارها واحتفالاتها ويتحدث عن رجالات الدعوة وإنجازاتهم، كما استطاع حسن محمد شرابي أن يتصل بصاحب جريدة "المؤتمر" عبد الواحد الصاوي عبد الله ويكون له ركن ثابت في جريدته يتحدث فيه عن دعوة ومبادئ الإخوان المسلمين ويدعو الناس للانضمام إلى الجمعية.

وما لبث أن تجمد نشاط الجماعة في عام 1945 حتى ثورة يناير 1952 وظن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أنهم سيحكمون مصر بعد تولي الرئيس جمال عبدالناصر الحكم فبدأوا في الانتشار والتوسع في القرى والنجوع بعد أن كانت أعمالهم قاصرة على قرية مطرطارس التابعة لمركز سنورس، ثم عادوا إلى تجميد النشاط في 1956 حتى عام 1975 وعادوا هذه المره في خدمة النظام.

ثورتا يناير ويونيو بالفيوم
عقب اندلاع ثورة يناير عادة جماعة الإخوان إلى الظهور من جديد ولكن هذه المرة ارتمت في أحضان الجماعات التكفيرية التي كانت في الأصل فروعا من الإخوان، ومنها ( الشوقيين – التكفير والهجرة – الناجون من النار).

أما في أعقاب ثورة 30 يونيو انضم عناصر الجماعات التكفيرية التي كانت تحتضن الإخوان ومعها بعض العناصر المتمردة من جماعة الإخوان إلى تنظيم بيت المقدس، وأبرزهم كان خلية «سالم أبو شناق» التي تم تصفيتها في أغسطس عام 2015، وخلية «سعيد حسين» التي القي القبض عليها بعد مصرع قائدها في ظروف غامضة على طريق أسيوط الغربي في أبريل 2014.

ضحايا الإرهابيين في الفيوم
راح ضحية العمليات الإرهابية بالفيوم عقب فض رابعة والنهضة، أكثر من 50 مواطنا ما بين عسكريين ومدنيين منهم من تم اغتياله مباشرة ومنهم من استشهد في حوادث تفجيرات أثناء خدمتهم بالقوات المسلحة والشرطة.

وكانت معظم عمليات الاغتيال تتم على الطريق الدائري أثناء توجه العاملين في الشرطة إلى مقار عملهم أو أثناء العودة.
الجريدة الرسمية