رئيس التحرير
عصام كامل

دريد لحام: لم أتوقع الوصول إلى نجوميتي الآن.. وعشت «أيام فقر» كثيرة


>> لم أقدم أي تنازلات خلال مسيرتى الفنية
>> الظروف حرمتنى من المشاركة في أعمال مصرية
>> اشتريت «وأبور جاز» لأمى بأول أجر حصلت عليه

>> أفلام عادل إمام «تضحكنى»
>> محمد سعد فنان موهوب.. وأميل إلى العزلة بطبيعتى

الفنان السورى القدير دريد لحام.. نجم صنع تاريخا فنيا حافلا، ليس لذاته فقط، لكن للفن السورى بشكل عام.. لا أحد ينكر أنه أصبح
- منذ سنوات طويلة- من علامات الفن السورى خاصة الكوميديا التي قدمها في أعمال سينمائية ومسرحية ودرامية عديدة على مدى سنوات حافلة بالإبداعات.. وعن تفاصيل هذه الرحلة وأمور أخرى كان الحوار التالى لـ "فيتو":


> بداية.. ما السبب في حرصك الدائم على الوجود بمصر رغم أنك لم تشارك منذ سنوات عديدة في الأعمال الفنية المصرية؟
حبى لمصر ليس نابعا فقط من ارتباطى بفنها وبجمهورها الذي يهتم بالفن، لكنه حب وجدانى وغريزى تجاه “أم الدنيا”، التي ملأت المنطقة ثقافة وفنا ونورا.

> إذا ولماذا لم تستغل هذا الحب في تقديم أعمال فنية باللهجة المصرية؟
كانت هناك مشروعات كثيرة لتقديم أعمال فنية باللهجة المصرية لكنها دائمًا تتعطل لأسباب مختلفة، حتى أن هناك مشروعًا فنيًا بينى والفنان عادل إمام منذ عام 1985 لم ينفذ حتى الآن، لكن هذا لم يمنع محبة الجمهور المصرى لى وهذا شيء أحمد الله عليه.

> من يتعامل معك عن قرب يكتشف أن شخصيتك الحقيقية مختلفة عما تقدمه على الشاشة من كوميديا.. تعقيبك؟
لا أنكر أن الكوميديان لابد أن يكون مرحًا في واقعة، لكن ليس مثلما يتوقع البعض أننى طوال الوقت ألقى “النكات” و”الإفيهات”، بطبيعتى أحب الهدوء والعزلة وأقضى وقتى في القراءة وفى الاستمتاع بالطبيعة بمنزلى بدمشق، كما أننى لا أحب الوجود خارج المنزل أوقاتا طويلة، فسعادتى تتلخص في الوجود مع زوجتى بمنزلنا.

> بذكر المنزل.. حدثنا عن عائلة دريد لحام؟
لست أبًا فقط لثلاثة أبناء، وإنما جد لسبعة أحفاد، علاقتنا العائلية متميزة لا أحد من أولادى سلك طريق الفن معظمهم متوجهون للعلم، لكن أعتقد أن بعض أحفادى سيكسرون قاعدة آبائهم وسوف يسلكون طريق الفن، لأنه بينهم من يشبهنى في الصفات.

> بصراحة.. هل كنت تتوقع أن تصل إلى النجومية والشهرة التي أصبحت عليها الآن ؟
لم أتوقع نهائيا، حيث إننى عشت أيامًا من الفقر جديرة بأن تفقدك الأمل في كل شيء، لكننى استطعت أن أصل لما أصبو إليه بفضل الله، وبصبري؛ لأن مشوارى لم يكن سهلا، وكل طريقًا للنجاح دائمًا ما يكون محفوفًا بالأشواك والعراقيل وتغلبت عليها حتى أحقق حلمى.

> هل تتذكر أول أجر حصلت عليه من الفن؟
كان مبلغًا زهيدًا للغاية ويضاهى الآن مثلا خمسة دولارات، وأتذكر أننى اشتريت لأمى بهذا المبلغ “وابور جاز” حديثًا لكى تطهو عليه طعامنا، فدائمًا كانت تشكو من “الوابور القديم” الذي يصدر دخانا كثيفا ويتسبب في مرضها.

> هل تؤمن بدور التنازلات في الفن للوصول إلى الهدف ؟
حينما يتنازل الفنان لا يمكن القول عنه إنه فنان، لأن الإبداع نوع من الحرية، والحرية لا تأتى بالتنازلات، لكن البعض من الفنانين يتنازل كى يتمكن من استكمال المشوار، ومن جانبى أشفق عليهم في بعض الأوقات لأن الطريق صعب كما ذكرت في بداية حديثي.

> نفهم من ذلك أنك لم تتنازل خلال مسيرتك الفنية؟
لا إطلاقًا.. لم أتنازل ولن أتنازل مهما تقلبت الظروف وتبدلت المعطيات، الفن أولا متعة والمتعة تحض الفكر على تساؤلات وبالتالى لابد للفنان من موقف وإن لم يكن له موقف يصبح فنا مجانيا، وفنى ليس رخيصًا.

> هل تتابع تجارب الجيل الجديد من الفنانين المصريين والسوريين؟
بالطبع أتابع لأن الفن ما زال يسرى بداخلي، لكن متابعتى مقتصرة على الشاشة حقيقة ولا يوجد تواصل بيننا بشكل مباشر، وأرى أن هناك نجومًا كثيرين جيدون مثل باسم ياخور وتيم الحسن ومن مصر أحمد حلمى وكريم عبدالعزيز نجل صديقى المبدع محمد عبدالعزيز ومحمد هنيدى وغيرهم.

> هناك تصريح منسوب لك قلت فيه “أنا من سوقت الدراما السورية” واعتبره البعض غرورًا من جانب دريد لحام.. تعقيبك؟
تصريحى هذا هو الحقيقة التي يعترف بها الفنانون، فأنا ونهاد وكل أبناء جيلى من فتحنا باب فهم اللهجة السورية للآخرين لتصبح مفهومة.

> لماذا هاجمت الدراما التركية رغم أنها مصدر رزق للعديد من السوريين الذين يعملون في مجال الدوبلاج؟
هجومى كان لسبب أقتنع به، بصرف النظر عن أنها مصدر رزق لأحد، فلا أعرف السر في تعلق الناس بهذه الأعمال، وأنا أعلنت أننى لم أحاول مشاهدة الأعمال المدبلجة أساسًا؛ لأن نبرات الصوت جزء من الشخصية التي يقدمها الممثل.

> من يضحك الفنان دريد لحام؟
أضحك على أي عمل كوميدى به كوميديا الموقف وغير المفتعل، لكن إذا كنت تقصد أسماء نجوم، فهناك كثيرون فأحب أعمال عادل إمام وأضحك عليها كثيرًا، وأعرف أن محمد سعد موهوب وأتمنى أن أرى له أعمالًا جيدة خلال الفترة المقبلة.

> تحضر لكتاب عن حياتك ماذا سيتضمن المشروع.. وهل ستكشف كل ما لم تنطق به سابقا؟
لست من يحضر للكتاب فهى فكرة شاب سورى كان من أبطال فيلم الكفرون، وثمة أشياء يمكننا البوح بها وأخرى نتركها لظروفها.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية