رئيس التحرير
عصام كامل

المراسل الصحفي.. ما زال «الحيطة المايلة» !


منذ عدة سنوات وقبل ظهور ثورة مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة للهواتف المحمولة كانت النظرة إلى المراسل الصحفي سيئة للغاية، لدرجة أن أي مراسل في أي صحيفة أو مؤسسـة لا يحــق له طلب التعيين للالتحاق بالنقابة.. فقد كان الاعتماد على المراسلين في المحافظات يتم من منظور غير مهني بالمرة، وبالتالي يكفيه شرف وضع اسمه على الموضوع المنشور ولذلك كان يتم اختيار المراسلين بشكل عشوائي تدخل فيه المجاملات بشكل كبير، لذلك كان المراسل هو بمثابة كما يقولون "الحيطة المايلة" أو "المظلوم دائمًا" حتى لو كان موهوبًا.


وتدريجيًا وبعد المنافسة الشرسة بين الصحف والمواقع والفضائيات والانفتاح غيــر المسبوق في نشر كل ما هو جديد حتى لو كان في شارع داخل قرية بأي محافظة أصبح الاهتمام بالمراسل أفضل من السابق، حيث يحصل الآن على مقابل مادي بل يتم وضع من هم الأفضل في قائمة المرشحين للتعيين والالتحاق بالنقابة.

ورغم هذا الاهتمام الملحوظ بالمراسل فإنه ما زال الضلع الأضعف في المنظومة الإعلامية داخل مصر.. والدليل على ذلك ما حدث مع عمرو عبد العظيم مراسل قناة أون سبورت عقب مباراة الزمالك وأسوان، حيث قامت إدارة القناة بإصدار بيان تقرر فيه فصل المراسل لأنه ظهر يحتفل مع لاعبي أسوان بالتعادل مع الزمالك.

هذا البيان الذي استفزني جدًا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العشوائية والمجاملات هي التي مازالت تدير العلاقة بين المراسل وادارته مما يؤكد أن المراسل ما زال هو الحلقة الأضعف في المنظومة رغم أنه أصبح عنصرا مهما وأساسي داخل هذه المنظومة.

ليست لي أي علاقة بهذا المراسل ولا أعرفه ولكن ما قام به أعتقد أنه طبيعي جدًا خاصة إذا صح ما قيل إنه عضو بمجلس إدارة أسوان.. وما قام به يقوم به تقريبا كل المراسلين بل كل المحليين في هذه القناة وغيرها.. ولكن من سوء حظه أن الكاميرا ركزت عليه وهو ما تسبب في غضب البعض، وبالتالي كانت المجاملة لمن غضب بالاستغناء عن خدمات هذا المراسل.. وهنا يطرأ سؤال مهم للغاية.. ماذا لو الكاميرا ركزت على انفعالات (حزن أو فرح) مراسل نفس القناة أحمد فاروق جعفر مع مباريات الزمالك.. هل ستصدر القناة بيان بإقالته؟ بالتأكيد لا ! لأنه ابن فاروق جعفر المحلل في نفس القناة ثم أنه يشجع الزمالك ولا يشجع أسوان!

وما ينطبق على مراسل أسوان ينطبق على كل المراسلين في جميع المحافظات بكل وسائل الإعلام.. فهو ما زال الحلقة الأضعف في المنظومة الإعلامية رغم أهمية دوره.. وطالما ظل المراسل غير قاهري وغير مسنود وليس ابن فلان ستظل الإدارات تتعامل معه على أنه كبش الفداء في أي لحظة !
الجريدة الرسمية