رئيس التحرير
عصام كامل

ثقافة مصرية بامتياز!


لا أدري لماذا ينسى مثلًا الوزير-أي وزير-أنه المسئول الأول عن اختيار مساعديه، فضلًا عن تكليفهم بمهام واختصاصات محددة ثم متابعة وتقييم أدائهم عن كثب وبصورة دورية حتى يعلم الصالح من الطالح، وقبل هذا كله يرسم لهم سياسات وزارته والأهداف المرجو تحقيقها خلال مدة محددة.. فوزير الصحة- على سبيل المثال- يختار رؤساء القطاعات والهيئات ومديري المستشفيات التابعة للوزارة..


وينسحب الأمر ذاته على وزير التموين والتعليم وسائر الوزراء وفقًا لما رسمه الدستور والقانون من صلاحيات وسلطات ومسئوليات تجعل "الوزير" هو المسئول الأول عما يقع في نطاق وزارته من قصور أو إهمال أو فساد أو تجاوز بصورة مباشرة أو ضمنية..وفي المقابل منحه حق الولاية المباشر والمراقبة والتقييم والإقالة لمرءوسيه في أي موقع وعلى أي درجة متى اقتضى الأمر ذلك..

لكن لا نجد شيئًا من هذا على أرض الواقع.. هل يتحلى المسئولون بشجاعة الاعتراف بالخطأ ومن ثم المبادرة بالعلاج والمساءلة والحساب. أم أن الإنكار والهروب من تحمل المسئولية هو أسهل الطرق لإبراء الذمة وإلقاء التبعة على كأهل الغير.. تلك للأسف ثقافة سياسية مصرية بامتياز لم تنج منها حكومة من الحكومات المتعاقبة.

الجريدة الرسمية