رئيس التحرير
عصام كامل

تهدد مصداقيتها !


تبادل الاتهامات بين كبار المسئولين وصغارهم أو بين الوزير ومساعديه في أكثر من وزارة عندما تقع أزمة أو مشكلة هنا أو هناك.. وأيًا ما تكن صحة موقف هذا الفريق أو ذاك ظاهرة سلبية تخصم من الرصيد الكلي للحكومة-أي حكومة-وتهدد مصداقيتها وتخلق تشويشًا لدى الرأي العام..


وهنا يبدو السؤال منطقيًا: أين لجان المراقبة والمتابعة في كل وزارة أو قطاع أو جهاز حكومي مما يجري داخله من فساد وتردٍ في الأداء.. ولماذا لا تتدخل لمنع ذلك من المنبع حتى لا تهدر الموارد العامة.. وأين دراسات تلك الأجهزة فيما يخص تداعيات قرارات الحكومة على الناس حاليًا ومستقبلًا.. أين بدائلها وتوقعاتها لإدارة الأزمات ولماذا لا تلتفت لضرورات الإصلاح إلا بعد استحكام الأزمات؟..

هل نسينا ما أصاب السكة الحديد ذلك المرفق الحيوي التاريخي من كوارث وحوادث مرعبة.. وكيف خرج في إثرها مسئولون سابقون ليفيضوا في الحديث عن سلبياتها دون أن يقول لنا واحد من هؤلاء لماذا سكت كل هذا الوقت.. ولماذا لم يفعل ما يقول وقت أن كان في موقع المسئولية، قادرًا على التغيير والإصلاح؟..

هي ظاهرة للأسف تكررت في وزارات شتى؛ فثمة وزراء ومسئولون سابقون علا صوتهم بالانتقادات وتهويل السلبيات بعد تركهم لمناصبهم، وقد كانوا يكرهون مجرد الحديث عن أي تغيير أثناء توليهم المسئولية.. فإلى أي مدى يسأل هؤلاء وأمثالهم عما جرى لنا من مصائب وكوارث في حياتنا؟!
الجريدة الرسمية