وتفجرت كالبركان بعد 25 يناير !
في عهد عبد الناصر كانت هناك سيطرة حكومية كاملة على الصحافة القومية وتليفزيون الدولة، وانتقل ميراث عبد الناصر إلى السادات وبقي الإعلام على حاله حتى تنفس شيئًا من هامش الحرية في عهد مبارك الذي سمح بظهور الإعلام الخاص (صحفًا وفضائيات) وظهرت برامج التوك شو على استحياء، وتمددت شيئًا فشيئًا حتى تفجرت بعد ثورة 25 يناير، وانتابتها حمى الانفلات فتحدثت في كل شيء بدوافــع شتى حتى أشعلت نار الاستقطاب والتخوين والانقسام والتشكيك في كل شيء.
ولأن الأحزاب ضعيفة منذ ثورة يوليو 1952 ولا يعــدو معظمهــا أن يكــون مجــرد لافتــة ومقر وصحيفة، فقد امتد الإعلام وبرامج التوك شو في فراغ السياسة حتى صــار لاعبًا رئيسيًا في تعبئة الجماهير ثم زاحمته بقوة مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت على عقول المشاهدين ولم تحاول الحكومة ولا البرلمان تعويض هذا الغياب وتمتين حبال التواصل مع المواطنين الذين لم يجدوا إلا الالتفاف حول شاشات الفضائيات وتصديق ما تلقيه إليهم برامج التوك شو هنا وهناك.
