رئيس التحرير
عصام كامل

ندوة تكريم «المجذوب ومقصود» في بيروت: مقاتلان دافعا عن فلسطين


نظّم النادي الثقافي العربي، اليوم، ندوة لذكرى الراحلين الكبيرين الدكتور محمد المجذوب والدكتور كلوفيس مقصود، خلال فعاليات اليوم الأول من معرض بيروت الدولي للكتاب بدورته الستين، شارك فيها نائبة رئيس المنتدى القومي العربي الدكتورة نشأت الخطيب التي ألقت كلمة الدكتور صلاح الدباغ، والصحفي طلال سلمان، وطارق المجذوب، وقدمها رئيس النادي فادي تميم.


بدأ الدكتور كلوفيس مقصود حياته صحفيًا متميزًا فأثرى المكتبة الإعلامية في لبنان سواء بكتاباته في جريدة النهار أو جريدة السفير أو الأهرام المصرية، بالمقالات التي تنضح برؤى مستقبلية، وتعالج القضايا العربية واللبنانية بروح من الانفتاح والتحليل الموضوعي، اختير سفيرًا لجامعة الدول العربية في الهند ثم مبعوثًا خاصًا للجامعة بالولايات المتحدة ثم سفيرًا لها في الأمم المتحدة، وبرزت شخصيته بالدفاع عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي شكلت العصب الرئيس لنشاطه السياسي والديبلوماسي في وجه اللوبي الصهيوني المؤثر في أمريكا، ومثل الدكتور كلوفيس مقصود العروبة التقدمية بأجلى مظاهرها.

سلمان

افتتح سلمان كلمته قائلا: كان كلوفيس العربي الكامل، عقل العرب قبل لسانهم، الفلسطيني في واشنطن، المصري في لبنان، الجزائري في باريس، والعربي في نيويورك كما في كل عواصم الدنيا، والأممي في أوقات الفراغ، فأنا لم أعرف في حياتي المهنية بامتداد خمسين سنة رجلًا أكثر منه متابعة، محاورًا إلى حد الجدل، جاهز الدليل من التاريخ حتى خيبت أمله الوقائع اليومية وسقطات الملوك والرؤساء، لا سيما في مواجهة العدو الإسرائيلي.

واعتبر سلمان أن تكامل كلوفيس مقصود، تكامل فكرًا وعملًا، مع المجاهدة التي لا يطويها النسيان هالة سلام التي واجهت الإسرائيليين، في معقل نفوذهم، واشنطن، بشجاعة قصر عنها الرجال، باسم فلسطين التي تبقى مشعة في وجداننا عنوانًا لقضيتنا المقدسة.. وكان هذا الثنائي نموذجًا مشرقًا في النضال من أجل القضايا المحقة.. وجاهدا فانتصرا على الإهمال والقصور والتقصير، وعوضا غياب السفارات وانشغال الرؤساء والملوك والوزراء خلال لقاءاتهم الرسمية مع المسؤولين الاميركيين بحماية عروشهم ولو على حساب القضية المقدسة.

الخطيب

واعتبر الدباغ في كلمته التي تعرض في بدايتها إلى نشأة المكرم الدكتور محمد المجذوب، مؤكدًا أنه كرّس علمه الوفير في القانون الدولي العام لإظهار الحق العربي في فلسطين وبطلان المزاعم الصهيونية، فبين وحلل بالحجج القانونية أن وعد بلفور باطل وأعطى الغرباء عن فلسطين الحق في وطن لا حق لهم فيه وعلى حساب أبناء المواطنين العرب، وبين عدم قانونية قرار التقسيم، فضلا عن عدم قانونية إقامة المستوطنات في الأراضي المحتلة، وجميع التعديات على حقوق الفلسطينيين في الضفة والقطاع.

وتناول الدباغ الموقف السياسي الذي تبناه الدكتور مجذوب، وهو الحق العربي في فلسطين كاملا، وكثيرًا كان ينتقد بل يتهكم على المفاوضات التي تتوسل فيها السلطة الفلسطينية دونما أي نتيجة، وذلك بأن يستنجد بقول الشاعر العربي: من يهن يسهل الهوان عليه.. وختم بالقول: وبعد فإن ما يعزينا ويواسينا في رحيل الدكتور المجذوب أنه قد رحل قبل أن يسمع بعض الأعراب يتباهون بأنهم تآمروا على وحدة مصر وسوريا وفككوا دولة الوحدة المصرية السورية ويشمتون بعبد الناصر وأن يزور بعضهم العدو الإسرائيلي علانية بعد أن انكشف ما كانوا يقومون به سرًا، إذ كان هذا الأمر بلا شك سيزيد من آلامه وأحزانه.
الجريدة الرسمية