رئيس التحرير
عصام كامل

لا توجد صحافة مستقلة!


الصحافة المستقلة تسمية خاطئة للصحف الخاصة؛ فشتان الفارق بين استقلال الموقف والإرادة واستقلال ملكية الصحف الخاصة عن الحكومة، فلا يوجد في العالم كله صحافة مستقلة أو محايدة تمامًا، وأبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في انتخابات الرئاسة بأمريكا أخيرًا، وكيف حاولت الصحف هناك شيطنة ترامب لصالح كلينتون، وهذا النوع من الصحافة يموله رجال أعمال وجهات لهم مصالح يلزم للدفاع عنها بث رؤى وأفكار تحقق تلك الأهداف بصرف النظر عن مصالح المجتمع والناس، الأمر الذي يجعل استقلالها المهني لا أقول محل شك على إطلاقه بل محل نظر ومراجعة على أحسن تقدير..


فصاحب الجريدة أو الفضائية الخاصة هو رجل أعمال وليس رجل إعلام أو سياسة بالأساس؛ ومن ثم فإن الصحيفة أو الفضائية بالنسبة له هي محض سبوبة أو مشروع هدفه الربح أو الدفاع عن مصالحه دون النظر لما يفترض أن تقوم به تلك الصحيفة أو الفضائية من وظيفة اجتماعية كمشروع ثقافي تنويري هدفه الارتقاء بوعي الناس وسلوكهم..

وهو ما يفسر لنا ما تعانيه بعض الصحف من أوضاع اقتصادية متردية وأزمات طاحنة حرمت العاملين فيها من أبسط حقوقهم المادية بصورة فاقت نظيرتها في المؤسسات الصحفية القومية وإعلام الدولة اللذين أثبتت الأيام شدة حاجتنا إليهما كرمانة ميزان وصمام أمان للرأي العام، ومن ثم فإن الحفاظ عليهما بات فريضة لا يقدح في وجوبها تحامل البعض عليهما باتهامهما بالتحيز للحكومة والدفاع عنها بالحق والباطل.
الجريدة الرسمية