«الأسد» يبدأ حربه على «أردوغان»..الجيش السوري يستهدف جنود تركيا في سوريا.. «بوتين» يعطي الضوء الأخضر لتأديب «السلطان العثماني».. وأنقرة تلجأ إلى إيران لحل الأزم
دخول سوريا ليس بالأمر السهل، بشار الأسد لازال يملك أوراقه التي يمكن أن يحركها في أي وقت بذلك المنطق صمت الرئيس السوري على تدخل القوات التركية إلى بلاده دون أي إذن مكتفيًا فقط بالتأكيد على أن القوات التركية هي قوات احتلال.
بعد أكثر من شهرين على هذا التدخل، وفي الوقت الذي يعاني فيه الرئيس التركي رجب طيب أدروغان من أزمات خارجية تتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي من أنقرة، بدت لبشار الأسد الفرصة لكي يرد أو كما قال البعض «توريط أردوغان».
الرد السوري جاء منذ أسبوع حين شن الطيران السوري غارة جوية في منطقة «الباب» أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة عشرة آخرين.
مراقبون يرون أن تلك الخطوة يعني فتح «باب نار» جديد على الرئيس التركي الذي واجه ضربة قوية بالتصويت الأوروبي على وقف كل المفاوضات مع تركيا حول انضمامها للاتحاد الأوروبي بسبب ديكتاتورية السلطان العثماني.
ضوء أخضر روسي
الموافقة الروسية حاضرة أيضًا، فوفق التقارير العربية والغربية فإن الطيران الروسي لا يستطيع أن يشن غارة مثل تلك دون موافقة ضمنية من «بوتين» الذي لم يرحب بأي دور تركي في سوريا منذ بداية الأزمة.
«أردوغان» الذي يواجه استدراجا سوريا من قبل «الأسد» وغضب من «بوتين» لديه مشكلة ثالثة مع الحكومة الأمريكية بعد أن صرح المتحدث الرسمي باسمها بأن التحالف الدولي ضد داعش لا يدعم أي عمليات عسكرية تشنها قوات تركية في مدينة «الباب» وهو ما فسره دبلوماسيون بغضب «روسي – أمريكي» ضد تدخل أنقرة في سوريا وهو ما يصب في مصلحة الرئيس السوري.
البعض يرى أن تعدد الجبهات ضد تركيا لن يمنحها أي فرصة للرد وهو ما يدركه جيدًا «الأسد» فأردوغان يواجه حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والاتحاد الأوروبي في آن واحد.
اللجوء لإيران
«مولود جاويش» وزير خارجية تركيا دلل على ذلك بزيارة مفاجئة إلى طهران يوم السبت الماضي على رأس وفد أمني وعسكري يضم «هاكان فيدان» رئيس المخابرات التركية والصندوق الأسود لـ«أردوغان».
تلك الزيارة التي كان عنوانها استهداف القوات التركية من جانب الجيش السوري العربي أسفرت عن تهديد الوفد التركي – وفق تقارير عربية – بأنها سترد على اعتداء بشار الأسد ما دفع بعض المسئولين الإيرانيين بتذكير «جاويش» أن أنقرة هي من دخلت بجنودها إلى سوريا وبالتالي ما يقوم به «بشار» حق له.
تهديدات الوفد التركي بأنه سيرد لم تنفذ حتى الآن، فيما يرى البعض أن الأمور ستتطور أكثر خلال الفترة المقبلة.