رئيس التحرير
عصام كامل

المتاجرون بالنقابة.. المواجهة ليست في صالح المهنة!


هل يصح أن يتحول إعلام اليوم وصحافته إلى مادة مسلية يتسابق الجمهور لمعرفة أخبارهما وما يدور في كواليسهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.. كيف لصانع الرأي العام أن يتحول من فاعل مؤثر إلى مفعول به؛ متخليًا عن رسالته في نقل ما يدور بصدق وتجرد في أروقة المجتمع وكواليس الحكومة ورجال المال والأعمال والفن والرياضة والعلم وغيرهم.. أن تتحول المهنة إلى أزمة واشتباك بين جهة حكومية ووسيلة إعلامية.. وبدلًا من أن تكون نقابة الصحفيين حاضرة بقوة في محاسبة المخطئين من أبنائها وجدناها مشدودة إلى معارك جانبية لا تخدم المهنة ولا أصحابها..


ونرجو أن تكون معركة النقابة القادمة في مسألة حبس النقيب واثنين آخرين من مجلس النقابة في قضية إيواء مطلوبين، قانونية صرفة مثلما قال نقيب الصحفيين بالفعل حتى تتمكن من إلغاء الحكم بالطريق القانوني، وحتى يمتنع المزايدون عن توظيف تلك القضية سياسًيا بالدعوة إلى الاجتماع أو التظاهر.. فالمواجهة بين الدولة والنقابة ليست في صالح الاثنتين ولا حتى في صالح المهنة وأهلها، وهو ما ينبغي لمجلس النقابة أن يتفهمه وأن يحشد الطاقات لأجل كسب المعركة القانونية، ورأيي أنه ما كنا لنصل لهذه الدرجة من التأزم لو جرى حوار مثمر بين جميع الأطراف فليس هناك عاقل يتمنى حبس أي زميل صحفي في قضية رأي أو غيرها، فضلًا عن أن يكون نقيبًا للصحفيين أو وكيلًا للنقابة.. إعلاء لغة العقل والمنطق ضمانة للخروج من تلك الكبوة.

أما إعلامنا وصحافتنا فنرجو لهما أن يستردا عافيتهما ومكانتهما في المجتمع، وأن يتبوءا صدارته بجهد مخلص حقيقي في نشر الوعي والاستنارة والنهوض بالمهنة أو مساندة الأمة في محنتها بإدراك عميق وفهم واسع لحقيقة الدور والرسالة، بعيدًا عن التخبط والتشويه والإرباك.. مساندة الدولة ليست معناها أبدًا التهليل للحكومة والانحياز لها عمَّال على بطَّال لكن بالنقد البناء الهادف وإعلاء المصلحة العامة وصالح المجتمع.
الجريدة الرسمية