رئيس التحرير
عصام كامل

القاهرة تواجه شبح الاحتراق.. تكرار الحرائق يكشف عن قصور أمني ضد الكوارث.. أسواق «التونسي والغورية والعتبة والفجالة» أدلة صارخة على الإهمال.. وخبير: المخازن تخالف معايير السلامة


«القاهرة معرضة للاحتراق، 10 ملايين نسمة وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في خطر»، هذا ما كشفته الحرائق التي تكررت في العاصمة خلال الفترة الماضية وأظهرت قصور أمني مهد لاستمرار الحرائق ووقوع خسائر كارثية.


حريق سوق السيدة عائشة
شهد صباح أول أمس، نشوب حريق هائل، في منطقة السوق بالسيدة عائشة، وعلى الفور هرعت سيارات الإطفاء للسيطرة على ألسنة اللهب.
كانت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغا يفيد بنشوب حريق بجنوب القاهرة اندلع في سوق التونسي بمنطقة السيدة عائشة، وتم إخطار غرفة عمليات الحماية المدنية، وأمر اللواء علاء عبد الظاهر نائب مدير الحماية المدنية بالدفع بـ10 سيارات إلى مكان الحريق، وتمت السيطرة عليه دون وقوع خسائر بشرية.
وأكد أحد شهود العيان لفريق البحث الجنائى بإشراف اللواء محمد منصور مدير مباحث العاصمة، أنه فؤجئ باشتعال النيران في أحد المحال ثم امتدت إلى الباقى الأكشاك، ولم يستطع المتواجدون بمحيط الحريق السيطرة عليها، منوهًا إلى تكرار حرائق سوق التونسي عدة مرات.

خسائر الحريق
فيما قدر شاهد آخر - الخسائر بنحو 100 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن خسائر الحريق أيضًا تمثلت في حرق 6 باكيات وواجهة أحد المنازل ولكن دون وجود إصابات بشرية، مؤكدًا أن الحريق تم السيطرة عليه خلال نصف ساعة، وأن هذا الحريق ليس الأول في المنطقة وأن حريقا نشب في المنطقة ذاتها الخميس الماضى وتمت السيطرة عليه.

حريق تجارة القاهرة
وفي يوم الخميس الماضي أيضًا، نشب حريق أمام باب كلية التجارة جامعة القاهرة، وتدخلت قوات الدفاع المدني للتعامل مع الحريق وإخماده، كما أكد أحد شهود العيان أن سبب الحريق، إلقاء أحد المارة عقب سيجارة في القمامة المتراكمة ولم يتنج عنه أي خسائر، وخلال اليوم السابق له، اندلع حريق بمخزن أخشاب في منطقة الهرم، وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية إلى محل البلاغ ونجحوا في إخماد الحريق.

سوق الرويعي
ويأتي حريق سوق الرويعي على رأس قائمة الحرائق الكارثية التي ضربت القاهرة خلال العام الجاري، ففي شهر مايو الماضي نشب حريق في عدد من أكشاك الملابس بمنطقة العتبة وامتد إلى فندق وعدد من المحال التجارية والمخازن وشارك في عمليات الإنقاذ أكثر من 60 سيارة إسعاف وإطفاء على مدى أكثر من 14 ساعة، وأسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة العشرات.
وعن الخسائر المادية للحريق، فقد توقع خالد عاطف الخبير العقاري ومؤسس دار لتقييم الأملاك، أن تتعدى حجم خسائر حريق الرويعي بمنطقة العتبة بالقاهرة مليار جنيه، على حد توقعه، مضيفًا أن الرويعي قلعة تجارية كبيرة ومركز تجاري كبير يغذي مصر كلها بمختلف البضائع.
أمثلة تكاد لا تنتهي، تكرارها أثار العديد من التساؤلات حول أنظمة الأمان ضد الحرائق في القاهرة وخاصةً أسواق العتبة والسيدة عائشة، بعد أن شهدت الأسواق العديد من الحرائق المتتالية.

شبكات إطفاء
وللإجابة على تلك التساؤلات، قال اللواء جمال حلاوة، المدير السابق لإدارة الحماية المدنية بالقاهرة، إن قيام التجار بتخزين بضائعهم بشكل عشوائي وعدم اتباع أساليب الحماية المدنية، يمثل المشكلة الأكبر والسبب الرئيسي خلف تكرار اشتعال الحرائق في أسواق القاهرة، كما حدث في سلسلة الحرائق الأخيرة، التي ضربت مناطق الغورية والعتبة والفجالة، وأخيرا ما حدث أمس بسوق التونسي.
كما شدد "حلاوة" على ضرورة توفير نظم حماية مدنية وشبكات إطفاء داخل المخازن، تتناسب مع سلعة التي يتم تخزينها، مؤكدًا أن معظم مخازن القاهرة لا تخضع للرقابة ولا تتوافق مع المعايير الأمنية.

طفايات الحريق
فيما كشف أحمد نجيب، العضو المنتدب لشركة بروميس للوساطة التأمينية، عن أن معظم المحال التجارية والورش الصغيرة لا تؤمن ضد مخاطر الحريق على الرغم من تكرار تلك الحالات وبخاصة خلال فصل الصيف، مرجعا ذلك إلى عدم التزام تلك المنشآت بآليات وشروط الأمن الصناعى والسلامة من خلال طفايات الحريق والالتزام بإبعاد المواد سهلة الاشتعال.

قنابل موقوتة
ومن جانبه، أشار العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني إلى تكرار اشتعال الحرائق في أسواق القاهرة، مؤكدًا على ضرورة تحسين أنظمة الحماية المدنية بالقاهرة، وإجراء عمليات جراحية حقيقية لتحسين الأوضاع – على حد تعبيره.
وتابع عكاشة: "نحن أمام قنابل موقوتة تهدد أمن العاصمة وسكانها، خاصةً مع ارتفاع الكثافة السكانية وتلاصق المباني ببعضها، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر كارثية"، مؤكدًا على ضرورة التدخل السريع لحل الأزمة قبل فوات الأوان.


الجريدة الرسمية