رئيس التحرير
عصام كامل

عين الشعب.. ولكن!


لا خلاف على أن مهمة الصحافة والإعلام كما تعلمنا في الجامعة هي نشر الخبر الصادق والتحليل المعمق والتحقيق الموضوعي المجرد من الهوى والميول الشخصية.. والرأي النزيه حق لصاحبه لا سلطان عليه إلا ضميره وصالح المجتمع، ولا رقابة عليه إلا القانون.. تعلمنا أيضًا أن الإعلام رقيب، وهو عين الشعب على الحكومة والبرلمان، وهو إحدى أدوات الشفافية في الدولة المدنية الحديثة، يتعقب الفساد والمفسدين، يتناول قضايا الناس والأمة وأوجاع المواطن وهمومه وطموحاته بأمانة وحياد وموضوعية بهدف التنبيه إلى مواطن القصور وسوء الأداء، وبناء وعي حضاري بحركة الحياة والتاريخ، وأولويات الأمة في خضم الصراعات والمصالح، يشبع حاجة الجمهور إلى المعرفة الجادة الرصينة بتقديم ما يحتاجه هذا الجمهور ليكتمل رشده، وتهتدي بصيرته إلى طرائق الحق وليس تقديم ما يحبه هذا الجمهور.. وفارق هائل بين ما يحبه الناس وما يحتاجون إليه!


والسؤال: هل حقق إعلام اليوم وصحافته هذه المعادلة، هل استقى معلوماته من مصادرها.. هل تبني أولويات المجتمع وقضاياه الحقيقية في التنمية وسباق التقدم أم استسلم لغواية مواقع الاشتباك الاجتماعي (التواصل سابقًا) كفيس بوك وتويتر والمواقع الإلكترونية.. وهل يصح ذلك مهنيًا لاسيما في مثل ظروفنا الحالية من حرب ضد الإرهاب والشائعات وصعوبات الاقتصاد والمعيشة.

الجريدة الرسمية