والسيسي يعلنها صريحة.. «مصر تدعم الجيش السوري» !
أكثر من عامين بالتمام والكمال ونحن نقولها هنا في كل المناسبات التي اتصلت أو جاء فيها الحديث عن الأزمة السورية وقلنا "مصر تدعم سوريا" وكنا نضيف "ليس مهمًا الإعلان.. المهم الفعل"، وقلنا إن السيسي قال حرفيًا "مصر تدعم الدول العربية التي تواجه الإرهاب"، ثم يضيف وقتها: "مصر ترسل معدات وأسلحة إلى العراق" وتساءلنا: "ومن هي الدول الأخرى غير العراق التي تواجه الإرهاب؟" وكانت الإجابة الطبيعية والمنطقية هي "سوريا وليبيا" وكان الكثيرون للأسف يشككون.. ويرفضون كلامنا.. على أي أساس؟ لا نعرف فالبعض هكذا يوافقون ويرفضون بدوافع نفسية وانطباعية لا علاقة لها بالمنطق.. إلا أن الاحتلاف مع السعودية أبرز دور مصر واستقلالية قراراها الذي لا يمكن توجيهه أو السيطرة عليه أو شراؤه لكن أمس كان الكلام الفيصلي..
الرئيس السيسي يعلنها من البرتغال صريحة وقاطعة.. الرئيس يقول أمس للتليفزيون البرتغالي حرفيًا ونقلته وكالات الأنباء ومنها "آر تي" الروسية، حيث قال ردًا على سؤال عن إرسال قوات مصرية إلى سوريا: "الأولوية لنا الأولى أن ندعم الجيش الوطني.. فعلى سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب.. ونفس الكلام في سوريا.. ندعم الجيش السوري وأيضًا العراق" !
وأضاف: "هناك حساسيات" في مسألة إرسال قوات مصرية إلى سوريا، ومن المفضل أن القوات الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال"، وأشار السيسي إلى أن "سوريا تعاني من أزمة عميقة منذ 5 سنوات وموقفنا في مصر منها يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو الحل الأمثل ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية حتى لا يتسبب في تجزئة مشكلة سوريا وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في سوريا" !
كلام السيسي يؤكد ما قلناه قبل يومين من إصرار مصر لتبدو فاعلا وشريكًا أساسيًا في مواجهة الإرهاب العالمي.. وكلام السيسي كان قبل وصوله إلى غينيا لحضور القمة العربية الأفريقية والتي بدأت الانسحابات من بعض الدول العربية الخليجية تضامنًا مع المغرب التي اعترضت على حضور الجمهورية الصحراوية التي لا تعترف بها المغرب وتعتبرها جزءًا منها.. ولا نعتقد أن مصر ستنسحب، فمصر أولوية علاقتها -هنا- مع الجزائر الحليف الأساسي ضد الإرهاب والداعمة لمصر في مجال الطاقة وهي الدولة الأكثر دعمًا للجمهورية الصحراوية بعد ليبيا القذافي فضلا عن خطأ الصدام مع الاتحاد الأفريقي والذي سبق ووجه الدعوة للجمهورية الصحراوية بشرم الشيخ.. ولذلك نتوقع عدم انسحاب مصر وستؤكد من جديد استقلالها أيضًا !