رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لا ننسى !


حتى لا ننسى ما فعله الإخوان المجرمون، فعلينا أن نراجع وقائع جلسات محاكماتهم ومرافعات النيابة والدفاع وحيثيات الحكم، خصوصًا في قضيتي التخابر واقتحام السجون المتهم فيها مرسي وجماعته، واللتان تكشفان بوضوح أخطر جرائم العصر في مصر منذ اندلاع ثورة يناير 2011 وحتى زوال حكمهم.. 

ومن بين ما تكشف عنه تلك الجرائم أننا تعرضنا لأكبر عملية غش ونصب وخداع وتدليس لم يسلم منها أحد، لا المجلس العسكري ولا العناصر الشبابية التي بادرت بالدعوة لمظاهرات 25 يناير، ولا القوى السياسية المدنية ولا جموع المواطنين، ولا حتى وكلاء أمريكا الذين تصور بعضهم أن مجرد امتثالهم لتعليماتها يسوغ لهم المشاركة في حكم مصر، ناسين أنه جرى استخدامهم للتمهيد لوصول الإخوان للحكم بصورة تبدو مشروعة أو ديمقراطية عبر صناديق الانتخابات بصرف النظر عما اعتراها من تزوير وبلطجة.


الإخوان منذ تنحي مبارك عن الحكم تعاملوا مع الجميع على أنهم "كومبارس سياسي" مسموح لبعض أعضائه بممارسة بعض الأدوار لبعض الوقت، وبما لا يتعارض مع غاية الإخوان في الانقضاض على السلطة ثم الاحتفاظ بها للأبد، بعدها ينتهي الدور المرسوم لهذا الكومبارس ليتسلم أعضاء الجماعة تلك المواقع المحجوزة لهم من البداية، وليعلنوا عن نواياهم الحقيقية في الاستئثار بالحكم والبقاء فيه 500 عام كما صرح بذلك قادتهم.


الجماعة لا تكف عن توظيف كل شيء في سبيل الوصول لأهدافها.. وكثيرًا ما رأيناهم يدعون للتظاهر بعد ثورة يناير ثم يتركون غيرهم يخرجون للشارع بينما يتفرغون هم للتخطيط والانقضاض على السلطة وإقصاء الآخرين أيا ما كانوا، بل ويعتبرونهم أعداء حتى ولو كانوا من ذات التيار أو حتى من المتعاطفين معه.. وهو ما أدركه الشعب جيدًا فلم يستجب لدعواتهم للخروج في 11/11 تحت مسمى ثورة الغلابة، ولم يقع في شراكهم مثلما وقع شباب الثورة الذين حرضهم الإخوان على الخروج، ثم تركوهم وحدهم في الميادين، وتفرغوا هم لجني المكاسب وحصد مقاعد البرلمان وكرسي الرئاسة في انتهازية وبراجماتية سياسية، زادت المشهد تعقيدًا وعجلت بسقوطهم المدوي والقضاء على مشروعهم المشبوه.
الجريدة الرسمية