ترامب وكلامه
يوجد مثل أمريكى يقول: He is barking but does not bite بمعنى أنه ينبح لكنه لا يعض.. ويبدو أن هذا المثل ينطبق على رئيس أمريكا المنتخب.. ترامب ليس رئيسًا رسميًا إلا بعد أن تعتمد النتيجة من مندوبي الولايات المنتخبين خلال الأسابيع المقبلة وسيتسلم السلطة رسميًا ويحلف اليمين في 20 يناير القادم.. الرئيس يرأس السلطة التنفيذية وهم نحــو 15 ألفًا من سفراء ووزراء ورؤساء الهيئات وخلافه وطبعًا يرأس الدولة وهى نحــو 4 ملايين شاملا القوات المسلحة وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويعين رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي يعتبر قائدًا للجيش.
يعنى أن رئيس أمريكا ليس له سلطان على بقية الــ340 مليونًا من البشر الأمريكان.. لا يستطيع أن يسجن أحد ولا يقبض على أحد ولا أن يفصل حارس على بوابة البيت الأبيض.. أكله وملابسه على حسابه لكن مرتبه نحو نصف مليون سنويًا شاملا البدلات.. لا يشرع بل يعتمد قرارات تشريعات الكونجرس لزوم القوانين وإذ لم يعتمد يعاد الأمر إلى الكونجرس ويلزم موافقة الثلثين ويعتبر قانونا بغض النظر عن الرئيس.. والكونجرس الأمريكى له مدة محددة ولا يستطيع الرئيس أن يحل المجلس هذا ليس له محل من الإعراب في دستور أمريكا.
الدستور الأمريكى محترم وملزم من كل الناس والمؤسسات وعلى رأسها الرئيس ولا يجرؤ أحد على مخالفة الدستور.. الصحافة والمؤسسات الأهلية والكونجرس على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدستور الذي هو الحصن الحصين للمواطن في حريته التي يدافع عنها بحياته.. مثلا لا يتنازل الأمريكى عن حقه في امتلاك طبنجة كسلاح وأحيانًا بندقية آلية وخلافه.
ولذالك نقول إن نباح ترامب بلا عض.. بمعنى أنه لا يستطيع أن يطرد مسلمًا كما يقول فعليه أن يذهب أولا إلى القضاء لترحيل أي إنسان خارج البلاد ولا يستطيع أن يقبض على هيلارى كما توعد وإذا فعل عليه أن يواجه المحاكمة وإذا ثبت إدانته على الكونجرس أن يبادر في إجراءات عزله.. لعلنا نتذكر الرئيس كلينتون عندما وقف أمام لجنة تحقيق من ممثلى الشعب ونجا منها لأنه ملاوع ولعب بالألفاظ وكان على وشك العزل لأن الشعب شك في مصداقيته..
مجرد شك في مصداقية الرئيس يكون هناك رأى عام ضده يلزم محاسبته.. رحم الله من قال لأمير المؤمنين: نقومك بسيوفنا.. لن يستطيع ترامب أن يفعل شيئًا خارج السياسة العامة أو أن يخالف الدستور لزوم المنظرة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.