رئيس التحرير
عصام كامل

احترسوا.. لن تتوقف شائعاتهم ودعواتهم المشبوهة!


لم يترك الإخوان منذ جرت إزاحتهم عن الحكم مناسبة إلا ودعوا إلى التظاهر فيها، بدءًا من ذكرى ثورة يناير في كل عام مرورًا بالفعاليات المختلفة، وإذا لم يجدوا مناسبة اخترعوها كما حدث في الدعوة المشبوهة للنزول في مظاهرات يوم 11/11 تزامنًا مع نتائج الانتخابات الأمريكية.. لكن أحدًا لم يستجب لهم ولم يخرج فيها أحد، الأمر الذي يجعلنا نتحفظ على تهويل مثل هذه الدعوات المشبوهة التي لا تبغي إلا إبقاء الدولة في حالة استنفار دائم تستنزف الاقتصاد والاستقرار السياسي، وهو ما يصب قطعًا في غير صالح البلد، ويعطي الفرصة والذريعة لأعدائه لممارسة الابتزاز والضغط اللذين يعوقان حشد الطاقات والجهود كافة لإحداث التنمية المطلوبة وإخراج الاقتصاد من عثرته.


ولعل في كتاب الزميل عبد القادر شهيب "اغتيال مصر: مؤامرة الإخوان والأمريكان" الجزء الثاني، ما يكفي للتدليل على خيانة الإخوان وتآمرهم.. يقول شهيب: "إنني أبغي في كتابي هذا تقديم الحقائق التي تساعد من سيتولى كتابة تاريخ هذه المرحلة من خلال قراءة في أوراق قضية التخابر وما دار في جلساتها لنحو سنة ونصف السنة، وحيثيات الحكم فيها تفاصيل أكبر عملية خداع تعرضنا لها على يد جماعة الإخوان غررت فيها بكثير منا؛ حتى نقي أنفسنا من أي نصب جديد فإذا كنا اكتشفنا أننا تعرضنا لأكبر عملية نصب في تاريخ البلاد على يد الجماعة بعد الثورة فإنه يتعين علينا أن نكوّن مناعة كافية ضد أي نصب أو غش أو خداع جديد لهذه الجماعة تمارسه أو تحاول ممارسته ضدنا..

هذه الجماعة أعلنت الحرب علينا منذ عزل مرسي تحالفًا مع أشرس تنظيمات الإرهاب بل لعلها بدأت هذه الحرب قبل أن ينتفض المصريون ثائرين ضد حكمهم الفاشي المستبد، واستثمرت دعم هذه التنظيمات لها منذ أن قررت عام 2009 الإحاطة بنظام مبارك.. فهذه الجماعة هي عصابة مسلحة وفاشية؛ وبالتالي من الجنون الحديث عن مصالحة معها تبقيها على قيد الحياة، وتمنحها الفرصة لكي تنفث سمومها".

انتهى كلام شهيب.. ولن تنتهي-في ظني- دعوات الإخوان المشبوهة للنزول إلى الشارع لإرباك الدولة واستنزافها، ولن تتوقف شائعاتهم التي لا تكف عن ترويجها قنواتهم ولجانهم الإلكترونية.. الأمر الذي يوجب علينا اليقظة وفي الوقت نفسه عدم تهويلها أو تضخيمها حتى لا نستفرغ جهودنا ومواردنا في التصدي لمثل هذه الدعوات التخريبية، وحتى لا يعوقنا ذلك عن الأهداف الرئيسية في تحقيق التنمية الحقيقية، وزيادة الإنتاج وتحسين أحوال الناس.. فإنجاز واحد حقيقي يكفي للرد على آلاف الشائعات.. وإذا لمس المواطن تحسنًا في حياته فلن يتجاوب مع دعوات مشبوهة تطالبه بالتفريط في أمنه واستقراره ومستقبل أولاده.

الجريدة الرسمية