رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لـ«سائق كارو» أشعل الرأي العام.. وفاة مجدي مكين داخل قسم الأميرية تعيد مسلسل ضحايا السجون.. الداخلية: مرض السكر سبب الوفاة.. والطب الشرعي يتولى التشريح

فيتو

«رجل شغل الرأي العام» ربما لم يكن المواطن مجدي مكين الذي توفى الأمس يخطر بباله أنه سيكون محط نظر وسائل الإعلام أو الجمعيات الحقوقية، فالمعلومات المتوافرة أنه أحد ملايين المصريين البسطاء الذين يتكفلون ببيتهم و«يمشون جنب الحيط».


البداية
بداية ظهور اسم مجدي مكين كان من خلال إعلان وفاته بالأمس داخل قسم شرطة الأميرية، وقالت وزارة الداخلية إنه توفى بسبب مرض السكر، فيما اتهمت أسرته قسم شرطة الأميرية قتله بعد أن أكد ابنه أن جثة والده بها آثار تعذيب.

الرجل الذي يعمل بائع سمك على عربة «كارو» قادته قدماه لحي الأميرية لشراء غذاء «حماره» وبعد احتكاك عربته مع ميكروباص تابع لقسم الأميرية تكاثر عليه مجموعة من الأمناء وأدخلوه القسم وفق رواية شهود العيان.

اقرأ..وفد برلماني يقدم واجب العزاء لأهل مجدي مكين.. غدا

الأسرة
لم تقتنع الأسرة برواية وزارة الداخلية فأكدت أن «مكين» به آثار تعذيب من خلال وجود كدمات بالذراعين، مؤكدة أنها لن تترك حقه وستقوم بملاحقة الجناة وذلك بعد نشرهم مقطع فيديو يظهر تلك الكدمات.

الداخلية ترد
فيما أكد اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، أن الفيديو «مفبرك»، قائلا «الطب الشرعي كشف سبب الوفاة، وأن الواقعة مختلقة ومفبركة والطب الشرعي أثبت زيفها في تقرير رسمي كشف الصفة التشريحية وأسباب الوفاة».

وأضاف أن تقرير الطب الشرعي قُدم إلى النيابة العامة، مؤكدًا أن سبب الوفاة إصابة المذكور بالسكر وارتفاع حاد في ضغط الدم.

اقرأ أيضًا..«المصري الديمقراطي» يطالب بمحاسبة المسئولين عن مقتل مجدي مكين

وصرح رئيس النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها، مطالبا مصلحة الطب الشرعي بتقرير يشمل الصفة التشريحية؛ لبيان تعرضه لعملية تعذيب من عمده.


التقرير المفصل
من جانبه، أكد المستشار عمر مروان مساعد وزير العدل لشئون قطاعى الخبراء والطب الشرعى، أن مصلحة الطب الشرعى أصدرت فقط تصريحا باتخاذ إجراءات دفن المواطن المجنى عليه مجدى مكين، وأنها لم تصدر حتى الآن تقرير الصفة التشريحية عن حالته.

شاهد..نائب الأميرية يطالب الداخلية بالتحقيق في واقعة مقتل مجدي مكين

وأوضح المستشار عمر مروان ـ في بيان ـ أنه تم توقيع الكشف الطبى الظاهرى على جثمان المواطن المجنى عليه وتشريح الجثة وأخذ العينات منها لإجراء التحاليل الطبية اللازمة، مشيرا إلى أن نتائج هذه الإجراءات والتحاليل ستستغرق بعض الوقت، وأن التقرير النهائى سيظهر بدقة الأسباب التي أدت إلى حدوث حالة الهبوط المفاجئ في الدورة الدموية والتي أعقبتها وفاة المجنى عليه.

لإجراءات الدفن فقط
أشار المستشار مروان إلى أن عبارة «الهبوط في الدورة الدموية» تم ذكرها في شأن تشخيص سبب الوفاة، وتستخدم فقط عند اتخاذ إجراءات التصريح بالدفن، ولا تعد تقريرا مفصلا عن حالة المجنى عليه، موضحا أنه بمجرد صدور تقرير الصفة التشريحية سيتم إرساله إلى النيابة العامة، وقال إن ذوا المجنى عليه، عقب استلامهم جثمانه من مصلحة الطب الشرعى، هم من قاموا بنزع الأغلفة من عليها.


إخلاء سبيل
فيما أمر المستشار أدهم منتصر، رئيس نيابة الأميرية، بصرف ضابط شرطة برتبة نقيب من سراي النيابة عقب الاستماع لأقواله على سبيل الاستدلال بواقعة وفاة مجدي مكين داخل قسم شرطة الأميرية.

النواب
اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة الزيتون والأميرية قال إنه تواصل مع أهالي قتيل قسم الأميرية مجدي مكين، وتابع معهم تفاصيل الواقعة، مضيفًا أنه طالب الأهالي بالتوجه إلى النيابة، لإثبات ما تعرض له مجدى مكين من تعذيب أدى إلى موته، لافتا إلى أنه سيتابع إجراءات التحقيق في الواقعة.

وأكد عضو مجلس النواب، أنه سيتابع كل الخطوات التي يمكن أن يتخذها الأهالي لمحاكمة المسئول عن قتل ابنهم، لافتا إلى أنه لا يمكن السماح بأى انتهاكات لحقوق الإنسان، موضحا أن أي شخص يرتكب مثل هذه الأفعال يجب أن يحاكم.

الكنيسة
في نفس السياق قام الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص، بصحبة لفيف من القساوسة هم: القمص دوماديوس عبد السيد، والقس مقار جورج، والقس مرقس سعد، والقس إيلاريون رسمي بزيارة منزل مجدى مكين بالزاوية الحمراء والذي توفى منذ يومين بعد إلقاء القبض عليه بقسم شرطة الأميرية، وأثارت وفاته جدلا واسعا بعد انتشار صور تكشف تعرضه لأعمال تعذيب داخل القسم.

وقدم الأنبا مكاريوس كلمات التعازى لأسرة المتوفى، والتقي أبناءه، مشيرا إلى أن الزيارة جاءت للتأكيد على تعاطف الجميع معهم، على اعتبار المتوفى مصريًا تمت إهانته من قِبَل أحد أجهزة الدولة، معلنا رفضه للإفراط في استخدام القوة -حسب وصفه-.


وتابع مكاريوس: «مكين تُوفى في قسم شرطة الأميرية أول أمس متأثرًا بالآلام التي نتجت عن التعذيب البشع الذي تعرض له، ونعلن رفضنا للإفراط في استخدام القوة.. ونؤكد قيمة الحياة وحق الإنسان فيها"، كما أشار إلى ثقة الكنيسة في سرعة تحرك أجهزة الدولة ولا سيما وزير الداخلية، وألمح إلى أن الحادث لا بد أن يكون بمثابة وقفة لمراجعة ما يحدث من تعذيب في أقسام الشرطة.

وأضاف: «كل الأعين الآن تتجه نحو الله القاضي العادل، وتثق أنه لن يخذلهم بل سيتكلم في قلوب المعنيين بالأمر ولا سيما السيد الرئيس الإنسان أب العائلة المصرية».
الجريدة الرسمية