رئيس التحرير
عصام كامل

لا تقتلوا الأمل


يدمن الكثير منا خلال هذه الأيام زراعة اليأس، وقتل الأمل في النفوس الطامحة في هذه الحياة من خلال «بوستات» ومقالات بل وحتى آيات من القرآن الكريم، وأحاديث نبوية تشير إلى أننا قرب نهاية الزمان، برغم أن ما قيل إنها أشراط الساعة اختلف فيها العلماء ولم يجمعوا عليها، وفي الاختلاف، وكما نعلم رحمة، وهو سنة كونية ماضية إلا أن بعضنا يرى أنه دليل تفرق وضعف، ولا أدري لماذا يتهافت الناس على أشراط الساعة «علاماتها»، رغم أن المولى سبحانه وتعالى في قرآنه وعلى لسان نبيه يقول: «يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ» (63).


وقد أخفى الله عنا ميعادها ليعمل كل منا على شاكلته، ولا نيأس ونشيع اليأس والإحباط في النفوس، فالله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء قدرا والقدر قيل إنه الرزق الذي كتبه الله لنا ولا ندري ميعاده، وقيل إنه وقت معلوم كما يقول كثير من الناس «ولا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم»، وإذا قامت الساعة وفي يد أحدنا فسيلة فليغرسها كما قال رسولنا الكريم، لعله لا يدري من يأكلها وأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

نعم تموج الدنيا من حولنا بكل الفتن والمغريات، وينادي البعض بأن ذلك من علامات الساعة وقد يكون محقا إلا أننا جميعا يجب أن نعمل لا لقدومها، وإنما لاتقاء شرور هذه الحياة وتقليل شقائها، ومن ثم فلا بد أن يعمل كل منا ما يعتقد أنه قد ينجيه، ويضمن سلامته، وإلا يركن إلى الدعة والراحة، بدعوى اجتناب الفتن، أو أن الحياة قد استهلكها الآخرون، وأن من سبق غلب، فكل ميسر لما خلق له، وما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها ومستودعها كل في كتاب مبين، وها قد رأينا ونرى يوميا سقوط أمم ودول وأفراد وصعود أخرى، وهي سنن كونية، وختامًا «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير».
الجريدة الرسمية