رئيس التحرير
عصام كامل

انتبهوا لهذا الخطر.. ستيفن بانون


فاجأ الفوز الاستثنائي الذي حققه المرشح الجمهوري في سباق الانتخابات الرئسية الأمريكية العالم، بقدر ما فاجأ الأمريكيين، وترامب نفسه!

لكن من الواضح أن الخطاب الاستثنائي الذي ألقاه ترامب عقب إعلان فوزه، واتصال هيلاري به تهنئه وتقر بالهزيمة وتعرض خدماتها عليه، لم يفاجئ أحدًا، بما احتواه من تعبير استثنائي أيضًا، إذا وضعنا في الاعتبار أن الاستقرار والتقاليد الدستورية أيقونات أمريكية ينشد العالم التبرك بها !

كان التعبير هو كلمة "نحن حركة"، أطلقه ترامب على حملته الانتخابية الغريبة الناجحة، فهل تعرفون، من هو مدير هذه الحملة -الحركة، ومن هو مخططها ومحركها والمتلاعب بمشاعر الجماهير؟
هو ستيفن بانون !

لكن من هو ستيفن بانون ؟
هو الرجل الذي وضعه الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في أخطر المناصب، فقد عينه كبير مستشاريه، وكبير المخططين الاستراتيجيين، في البيت الأبيض.. يعني مخ وذراع وخيال دونالد ترامب.. ومع ذلك يجب أن نسأل مرة أخرى: من هو ستيفن بانون؟

هو فنان ومخرج ومنتج ومدير موقع رايتبارت اليميني المتطرف، له بعض الأفلام، لكن الأهم من هذا كله أنه رمز لليمين الأمريكي بالغ التطرف.. عدو للأقليات، مناهض للسود، مؤمن تمامًا بتفوق الرجل الأبيض ورغم أن ترامب هو جد لحفيد يهودي، إلا أن بانون يوصف عادة بمعاداة السامية وهى تهمة أطلقتها عليه زوجته السابقة!

تناقض يليق بشخصية متضاربة من الداخل مثل ترامب ! مشروعه هو إعادة أمريكا إلى جرجرة العالم ورائها.

الفكرة الرئيسية التي بنى عليها ترامب حملته التي تحدت الإعلام وأسقطت استطلاعات الرأي هي أن الغرب، في القارة الأوروبية العجوز، يتآمر على مكانة أمريكا، ويستنزفها أموالا وجنودا ودبلوماسيا.

من أجل هذا يشعر الأوروبيون بالفزع والقلق؛ لأن بانون هو مخ ترامب، كما يشعر الديمقراطيون بأن الفاشية الجديدة سوف تحكم البيت الأبيض، وتسيطر على المجتمع الأمريكي.. واقع الأمر أن ترامب ينفذ بالضبط مشروعه السياسي الخاص، وهو مشروع لم ينبت فجأة، بل هو حصاد دراسات وأحلام وأفكار بانون وشركاه، تلاقت مع جموح شخصية ترامب.

يعكف الأخير حاليًا على اختيار فريق الحكم، وهو انتهى من اختيار كبير موظفي البيت الأبيض، أخطر الوظائف المرموقة في البيت الأبيض، وهو بمثابة رئيس الوزراء، لأنه لا توجد وزارة، بل كل الوزراء سكرتارية للرئيس.

وفيما تجري عملية الاختيار، تتجلى مخاوف الديمقراطيين، وحتى المعلقين البارزين من الإعلام الأمريكي، في أن يأتي فريق الحكم الجديد من البيض تماما ومن الذكور كلية!

يثير ترامب المخاوف لأنه شخصية تحمل الكثير من الصفات المتفجرة للزعيم العربي الليبي الراحل معمر القذافي، فهو رجل لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وهو جاهل جهلا مطبقا بعوالم السياسة، ومفرداتها ومطباتها ومواءاماتها، لكنه متجرئ عليها، مندفع فيها، بلا حسابات تقريبًا.. شخصيات هذا الطراز يصعب عليها التراجع عما حققته من خطوات، كما يصعب عليها الإقرار بالأخطاء.. وهي باعتبارها على رأس حركة قومية National Movement يخطط لها اليميني المتطرف بانون، فإن جماعة كوكلوكس كلان العنصرية كارهة السود، وحارقة بيوتهم سرعان ما وجدت ضالتها في بانون وترامب، بكل ما فيهما من اندفاع نحو تأليه العنصر الأبيض.. الخطر على العالم بقدر الخطر على أمريكا.

من العرب من يصفق بحرارة لقذافي أمريكي بعد أن قتلوا القذافي العربي !
الجريدة الرسمية