رئيس التحرير
عصام كامل

منتجع الغلابة سقط من حسابات مسئولي الفيوم «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تكتسب منطقة السيليين بالفيوم شهرتها الواسعة بين محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها ومن مشرقها إلى مغربها، من حدائقها الغناء إلى عيون المياه الطبيعية، التي كانت مشفى لأهل مصر حتى بداية تسعينيات القرن الماضى.


وتقع حدائق السيليين وسط دلتا بحر يوسف الذي يحاكي النيل بواديه ودلتاه وشماله الساحلي، وسط أخصب أراضي الفيوم الزراعية وحدائق فاكهتها، كما تتوسط خط السير السياحي بين مدينة الفيوم وبحيرة قارون.

وتتميز بتدرج أراضيها وحدائقها ومجراها المائي وطاحونتها القديمة وقنطرتها الأنيقة، وكانت تضم مجموعة من المنشآت السياحية التابعة للهيئة الإقليمية للتنشيط السياحي بالفيوم..

ومنذ زلزال 1992، اختفت العيون الطبيعية بفعل الزلزال إلى حرك طبقات الأرض ليغلق عيون السيليين إلى الابد، ومع نضوب الماء وانحصاره، انحصر أيضًا اهتمام المسئولين عن المنطقة السياحية الأولى بالمحافظة، والتي كانت منتجعًا لأهل المحروسة.

الوحيد الذي حاول إحياء المنطقة وإعادتها إلى الخريطة السياحية هو الدكتور حازم عطية الله، محافظ الفيوم الأسبق، الذي أعد دراسة لإنشاء عيون ماء صناعية تشبه العيون الطبيعية في الشكل والتكوين وطريقة انحدار الماء من أعلى إلى أسفل لكن الفكرة ذهبت أدراج الرياح بعد أن غادر الرجل مقعده وكعادة كل المسئولين المصريين كل مسئول جديد يأتي إلى موقع قيادي في الدولة يبدأ من جديد وينسى أو يتناسى خطوات بدأها سابقوه على طريق التنمية.

وطالت يد الإهمال كل شيء بالمنطقة حتى شعار "الساقية" في مدخل منطقة الحدائق أزيل لبناء بوابة خراسانية لا تعبر عن الطبيعة الخضراء للمكان، كما تم هدم الشاليهات التي بناها الملك فاروق لتكون منتجعا للأسرة الحاكمة، وأقيم بدلا منها معرضا للحرف اليدوية، تحول هو الآخر إلى خرابة بعد أن طالته يد الإهمال وتحول إلى وكر للخارجين على القانون ومدمني المخدرات.

أيضًا تحولت الطاحونة التي كانت تدار بالمياه، وكانت تُعد من أبرز المعالم السياحية والتاريخية بالمنطقة، إلى مقلبًا لأكوام القمامة، ومرتعا للحشرات الزاحفة والحيوانات الضالة، ونسيت المحافظة أنها من أهم معالم المنطقة، رغم أن إعادتها لا تحتاج سوى تطهير المسقط المائي الذي يدير الطاحونة، ولكن مسئولو الفيوم لا يعنيهم أن تعود المنطقة إلى سابق عهدها منتجعا للفقراء والأغنياء على حد سواء.
الجريدة الرسمية