سبب تفكير فاطمة رشدى في الانتحار.. في ذكرى ميلادها
يحتفل الوسط الفني، اليوم بعيد ميلاد واحدة من رائدات الفن المصري، إنها الفنانة "فاطمة رشدي"، التي أفنت عمرها في سبيل رفع شأن الفن المصري، لكنها على الرغم من ذلك تعرضت في أواخر أيامها لضغوط وإهمال دفعها للتفكير في الانتحار، وسنتعرف خلال السطور القادمة على سبب إقبالها على الانتحار.
بدأت حالتها النفسية تسوء، بعدما وقفت بمفردها أمام الدولة، التي أرادت احتكار صناعة الفن، وهو ما رفضته "فاطمة" قائلة: "وقفت وحدي أحارب احتكار الحكومة للفن وإخضاعه بتسعيرة الدرجات الحكومية، والكادر الحكومي، والمرتب الحكومي".
وازدادت أزمتها النفسية، بعدما وجدت المؤرخين المصريين يكرمون عددا من الفنانين الذين لم يقدموا فنا راقيا، وفقًا لرؤيتها، دون الاهتمام بأصحاب الفن الراقي، أمثال نجيب الريحاني وسلامة حجازي، الذين رحلوا عن عالمنا دون أن يجدوا حق الكفن، وهو عكس ما حدث لها في فرنسا، فقد دفعت الحكومة الفرنسية لفرقتها عشرة آلاف جنيه لكي تمثل في تونس وشمال أفريقيا، وعرضت عليها الإذاعة البريطانية خمسة آلاف جنيه لتسجيل أدوارها الخالدة في هاملت، إليزابيث وكليوباترا، وكذلك محطة "صوت أمريكا" دعتها للسفر إلى نيويورك لتسجيل بعض رواياتها مع عزيز عيد ويوسف وهبي وأحمد علام.
كل هذا أشعرها أنها أضاعت عمرها دون فائدة؛ فلم يهتم بها أحد في وطنها، فقررت الانتحار من فوق جسر واترلو الشهير، لكن خوفها من أن تموت في بلد لا يعرف مدى ما قدمته هي إلى الفن المصري، جعلها تتراجع، لتنتظر الموت لكن في وطنها.