رئيس التحرير
عصام كامل

باحثون بمدينة زويل يكتشفون علاجا لسرطان القولون

فيتو

تعد المراكز البحثية بمدينة زويل العلمية نموذجا للعمل البحثي، ذات المنهجية العلمية المعترف بها دوليا، ما جعلها تواصل احتلالها المركز الأول للبحث العلمي على مستوى الجامعات المصرية، وتصدرها قوائم النشر الدولي في كبرى المجلات العلمية.


وإيمانا بأهمية وضع علاج جديد لعلاج السرطان بكافة أنواعه، نشر الموقع الرسمي للمدينة نجاحا جديدا لعدد من باحثي مركز علوم "الجينوم" في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، بالتعاون مع جامعة "شيفيلد"، وجامعة "ساسكس"، بقيادة الدكتور "شريف الخميسي" مدير مركز علوم الجينوم، لمحاولة الكشف عن سر تلك المقاومة لــ "إرينوتيكان"، وهو علاج كيميائي يستخدم كثيرا لعلاج سرطان القولون والمستقيم، وسرطان الثدي، والذي يبطل مفعوله في معظم الحالات بسبب البداية المبكرة لمقاومته من قبل الجسم.

وأكد مدير مركز علوم الجينوم، أن معظم العلاجات الكيميائية تقتل الخلايا السرطانية عن طريق التسبب في كسر أجزاء من الشريط الوراثي (DNA)؛ ونتيجة لذلك فإن الخلايا تقاوم من خلال محاولة إصلاح الكسر، متسببة في مقاومة العلاج، قائلا: "إن استطعنا التمكن من إيجاد وسيلة لتعطيل أدوات السرطان للإصلاح، وجعلها أقل كفاءة، وقتها سنتمكن من ترجيح كفة الميزان لصالح موت الخلايا السرطانية، بدلا من بقاءها على قيد الحياة".

وأنتج فريق البحث نماذج لخلايا القولون والمستقيم السرطانية التي قاومت "إرينوتيكان"، واكتشفوا من خلالها أن إضافة تعديل معين في بروتين يحيط بالشريط الوراثي يدعى "هيستون" جعل إصلاح الشريط الوراثي أسرع بكثير في الخلايا السرطانية، مما أدى إلى مقاومة العلاج.

هذه الآلية غير متوقعة من مقاومة الخلايا، حيث إنها نتيجة لتغيرات في الطريقة التي تعبر بها الجينات عن نفسها، وليس لتغيرات في الجينات نفسها.

ويعمل الـ"هيستون" كمخرج الفيلم الذي يمكن أن يختار إلغاء أو إبطاء أو تسريع بعض المشاهد أو الحوارات، وبالتالي تغيير الفيلم للأفضل، أي؛ موت الخلايا السرطانية، أو للأسوأ، أي؛ بقاء الخلايا السرطانية.

وعلق "الخميسي" موضحا آلية حدوث المقاومة باكتشاف ذلك كان الفريق قادرًا على كبح نشاط الإنزيمات التي تنظم عمل بروتين الـ"هيستون"، وبالتالي التغلب على مقاومة الخلايا السرطانية.

ونشر الباحثون نتائج دراستهم في ورقة بعنوان: "Epigenetic changes in histone acetylation underpin resistance to the topoisomerase I inhibitor irinotecan" في الدورية العلمية "Nucleic Acids Research" ذات معامل تأثير 9.202، في 26 أكتوبر 2016.

ويعتبر البحث هو جهد متواصل من مركز علوم "الجينوم" في مدينة زويل؛ لتحسين العلاجات الشخصية، والتقليل من معدلات الوفيات بين مرضى السرطان. 

اعتمدت هذه الدراسة على الفريق الذي قام بتحليل التغيرات الجينية المرتبطة بمرض السرطان، والتي نشرت نتائجها العام الماضي في الدورية العلمية "Nature Reviews Cancer".

ويتكون الفريق الذي يقوده "الخميسي" من 9 باحثين، منهم المؤلف الثاني "محمد عاشور"، وهو طالب دكتوراة في مركز علوم الجينوم.
الجريدة الرسمية