مسلمون يقودون أمريكا بعد تصريحات ترامب.. كيث إليسون أول نائب ديمقراطي مسلم في الكونجرس.. «إلحان عمر» المحجبة الأولى بمجلس النواب.. و«إسبوزيتو» مستشار بالخارجية
«الحدود ينبغي أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية»، هكذا أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب موقفه تجاه المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأغفل الرئيس الجديد أن عددا كبيرا من المُسلمين يحكمون جهات كُبرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وأن مركز "بيو" البحثى الأمريكى قدَّر عدد المسلمين في الولايات المتحدة بـ 3.3 ملايين نسمة من كل الأعمار يعيشون في الولايات حسب إحصائية عام 2015، وهذا يعنى أنهم يشكلون نحو 1% من إجمالى سكان البلاد، وتوقع المركز أن يتضاعف عددهم بحلول عام 2050، مما يترتب على ذلك ظهور بعض المؤثرين في دائرة اتخاذ القرار -من المسلمين- في أمريكا، بجانب ظهور عدة مؤسسات مؤثرة تترأسها شخصيات مسلمة، والتي تشكل قوةً مهمةً.
من مركز جالوب إلى مركز ماكدونالد
كما يعتبر "جون إسبوزيتو" أحد مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية حاليًا، وهو أحد كبار علماء المسلمين المؤثرين في الشئون الدولية، إذ إنه أستاذ جامعي في الأديان والشئون الدولية والدراسات الإسلامية بجامعة جورج تاون، والمدير المؤسس لمركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي- المسيحي بكلية والش للعلاقات الخارجية.
وهو أيضا رئيس تحرير موسوعة أكسفورد للعالم الإسلامي المعاصر (4 أجزاء)، وتاريخ الإسلام،و القاموس الإسلامي،و العالم الإسلامي: والماضي والحاضر (3 أجزاء).
كما أنه عضو بمجموعة المائة قائد التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهي مجموعة رفيعة المستوي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ورئيس اللجنة العلمية التنفيذية لمشروع " La Maison de la Mediterranee's "،" الإسلام وأوروبا ودول المتوسط: المساهمون في الحوار".
مُحجبة في البيت الأبيض
واختار الرئيس الأمريكي باراك أوباما "داليا مجاهد" مستشارة في المجلس الاستشاري للأديان منذ ٢٠٠٩ إلى ٢٠١٠ المكون من ممثلي 25 طائفة وشخصيات علمانية، وهي أول مسلمة تشغل منصبًا من هذا النوع في البيت الأبيض.
وتعمل داليا حاليًا محللة كبيرة والمديرة التنفيذية لمركز جالوب للدراسات الإسلامية، كما أنها عضو في منظمة "نساء في الأمن العالمي" Women in International Security، وتعمل في مجموعة القيادة لـ"مشروع تواصل الولايات المتحدة مع المجتمع الإسلامي العالمي"، وهي عضو في "القوة المكلفة بالأزمة في الشرق الأوسط" في معهد بروكنجز الذي يعد المركز الأكثر تأثيرا من الناحية الفكرية في العالم.
وعن دورها تقول داليا مجاهد: "كمستشارة مسلمة للرئيس، ينصب عملي على دراسات المسلمين ورأيهم وطريقة تفكيرهم في العالم، ثم أطلع الرئيس على قضايا المسلمين وماذا يريدون، خاصة أن الناس تنظر لهم في السنوات الأخيرة كمصدر للمشكلات وأنهم يجب أن يصلحوا أنفسهم ولا يسعون للمشاركة في إصلاح مشكلات عالمية، ونحن الآن نريد القول إن هناك أفكارًا وقدرة لدى المسلمين للمشاركة في وضع الحلول".
عضو مسلم في الكونجرس
وبعد فوز ترامب بمنصب رئاسة الولايات المتحدة، جاءت مهمة البحث عن رئيس جديد للجنة الحزب الديمقراطي، وكان كيث إليسون، عضو مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، كأول مسلم مُرشح بقوة ليصبح عضوًا في الكونجرس، واعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما التواصل مع قادة الحزب الديمقراطي لبحث مستقبل الحزب عقب الخسارة في الانتخابات الرئاسية التي قادت الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
قال مراسل "سكاي نيوز عربية" إن البحث جارٍ عن رئيس جديد للجنة الوطنية للحزب، كما تلقى إليسون دعمًا معلنًا من هاري ريد السيناتور المنصرف وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وكذلك من بيرني ساندرز، الذي نافس هيلاري كلينتون على بطاقة الترشح للرئاسة.
وأضاف ساندرز، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك": "لا أعتقد أن النظام السياسي القائم أو أصحاب مليارات الدولارات سيحبون أن يأتي شخص مثل كيث إليسون رئيسًا للحزب الديمقراطي.. جيد! صوتوا له إذًا".
مسلمة محجبة بمجلس النواب
وفي السبت الماضي، فازت المواطنة الأمريكية من أصول صومالية إلحان عمر بعضوية مجلس نواب ولاية مينيسوتا لتصبح بذلك أول مسلمة محجبة في مجلس تشريعي بالولايات المتحدة.
ونافست إلحان عمر على مقعد مقاطعة "60B" بولاية مينيوستا عن الحزب الديمقراطي، وتمكنت من الحصول على أكثر من 80% من الأصوات، مقابل 19.4% لمنافسها الجمهوري، عبد المالك عسكر.
وبحسب مصادر إعلامية قالت إلحان: "حتى وإن كان يفترض أن تشكل رسالة ترامب تهديدا لنا لكي لا نشارك في التصويت ولكي لا نعتبر أنفسنا جزءا من النظام الأمريكي، فقد كان لذلك مفعول عكسي، أعتقد أن فوزنا هو مصدر إلهام لكثير من الشباب والملونين والمهاجرين وللجميع، حتى وإن لم يكن النظام ملائما لنا جميعا يمكننا مع ذلك أن نشق طريقنا ويمكننا أن نضمن خلق فرص لأناس مثلنا".
