رئيس التحرير
عصام كامل

افتحوا الأبواب أمام الإيرانيين


هل تتحرك الدولة فعلا لكسر حالة الجمود السياحى؟ الحقيقة لا.. التحرك يفرض على صانع القرار أن يكون مرنًا، وأن يبحث عن أسواق غير التي اعتدناها.. أسواق جديدة.. إذ أن السياحة هي الحل السحرى لمواجهة جفاف العملات الأجنبية.. لدينا استثمارات بمئات المليارات.. تنتظر السائح، فإذا جاء دارت ماكينة الدولار والإسترليني وكل العملات.. لا ينقصنا إلا القرار الشجاع.


ينقصنا أن نصارح الناس بما طلبه الروس، ولماذا نتلكأ في تنفيذه.. الأمن سلعة لا علاقة لها بالسيادة، ولعلي أتذكر بعد أحداث ١١ سبتمبر عندما تعرضت وزيرة يمنية للتفتيش المهين في مطار فرانكفورت.. ساعتها قال لها رجل الأمن الألماني: معذرة هذا التفتيش أمريكي لاعلاقة لنا به.. أمريكا تفتش كل ركاب الطائرات المتجهة إليها.. رفضت الوزيرة التفتيش وعادت إلى بلادها.

القصة هنا تفصح عن حالة التوجس الأمريكي والتفهم الألماني.. لم يقل الألماني إنها مسألة سيادة، وإنما انصاع لفكرة الأمن، ولابد أن ننفذ ما طالب به الغير، من توفر عناصر الأمن والأمان، فالإنسان في كل مكان له قيمة.. من أجلها جاءت الحكومات، ومن أجلها يعمل الساسة، وتبنى القرى السياحية والفنادق والمنتجعات.. من أجل أن يأتى للاستمتاع، ومن الجهل أن نتصور السائح مناضلا أو مجاهدًا.. السائح جاء ليستمتع ويستمتع فقط.

أيضًا لا أعرف حتى تاريخه لماذا نقف موقفًا جامدًا متخلفًا من السياحة الإيرانية؟ والمتعاركون مع إيران يفتحون الباب أمام عمالها ومهندسيها.. العمالة الإيرانية بالخليج أكثر من العمالة المصرية.. والسياحة الإيرانية كنز لا يضاهيه كنز، والمقصد السياحى المستهدف من الإيرانيين لدينا بالوفرة التي تجعلنا في موقع الصدارة.. أتذكر أن مسئولا إيرانيا قال لي: "إنكم ترفضون أكثر من عشرة ملايين سائح إيرانى مستعدين للقدوم إليكم اليوم قبل غدًا".

لا يمكن أن نظل محبوسين في الرؤية السلفية الجامدة للشيعى.. الشيعة بفتوى الأزهر الشريف مسلمون مسالمون، ومن يدين بالمذهب الشيعى ليس كافرًا كما تحاول آلة الوهابية المتسربة إلينا أن تصورهم.. لا خوف على المصريين من وهم التشيع، فالمصريون أصحاب أقدم دين، وهم أول من بحث عن الخالق الواحد الأحد، ولا يمكن أن نتصور أن معدننا الديني هش إلى هذا الحد.

السياحة الإيرانية منفذ مهم، وواحد من أهم الأهداف التي يجب أن نسعى إليها، لنحقق بها توازنًا اقتصاديًا، خاصة أن السياحة الأوروبية والروسية أصبحت واحدة من أدوات العقاب الاقتصادي والسياسي.

إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد آثر أن يتجه شرقًا وغربًا.. شمالًا وجنوبًا في تسليح قواتنا حتى لا يقع تحت طائلة الحرمان التسليحي فإن الأمر أكثر أهمية في النواحي الاقتصادية.. تنوع مصادر الدخل السياحى يفرض علينا أن نفتح الأبواب المغلقة أمام إخواننا الإيرانيين، فلا خروج من الأزمة إلا بتنفيذ ما طلبه منا الروس وفتح الأسواق السياحية أمام الإيرانيين اليوم قبل الغد.
الجريدة الرسمية