رئيس التحرير
عصام كامل

نص مذكرة دفاع جنينة للتنازل عن طلب رد المحكمة في إذاعة أخبار كاذبة

المستشار هشام جنينة
المستشار هشام جنينة

قال علي طه، محامي المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، إن هيئة الدفاع عنه تقدمت بطلب لرئيس محكمة جنح مستأنف القاهرة الجديدة للعدول عن طلب رد المحكمة والاستمرار في نظر القضية أمام نفس الدائرة وستقوم هيئة الدفاع بالمرافعة.


وجاء نص طلب العدول عن الرد:

مقدمه لسيادتكم من هشام أحمد فؤاد جنينة
المتهم في الدعوى رقم 5855 لسنة 2016 جنح أول القاهرة الجديدة / أمن دولة 76/ 2016
والمستأنفة برقم 17921 لسنة 2016 جنح مستأنف القاهرة الجديدة
الموضــــــــوع
بســــــم الله الرحمـــن الرحيــــــم
{يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله* إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب }.
صدق الله العظيم

العدل معنى جليل، تطمئن إليه النفوس وترتاح إليه الأفئدة وبالعدل وحده تصان القيم وتستقر المبادئ، ويتضاعف شعور المواطن بالانتماء لوطنه، ويعلو بناء الإنسان فيبدع وينتج ويسهم في حل المشكلات التي تعوق مسيرة أمته.

وإذا كان القضاة هم ضمير أمتهم ورمز إرادتها ومقصد رجائها في إعلاء كلمة الحق والعدل لأنها كلمة الحق جل وعلا يجريها على لسان من استخلفه من عباده، فإنهم يجب أن يكونوا متحررين من أي تدخل، غير متأثرين في قضائهم إلا بكلمة القانون العادل، ينطقون بها دون تدخل يزيفها، أو خوف.

فما قيمة نصوص الدستور والقانون، وما قيمة الحقوق والحريات، إذا لم يقم على تطبيق هذه النصوص قضاة مستقلون.

بالأمس كنت جالسًا بينكم أشاطركم ما تعانون من مشقة في استظهار الحقيقة واستخلاص غوامضها، وكنت ألتمس معكم عون بارئ الكائنات الذي يعلم السر وأخفى، وأستلهمه صواب الرأى وطمأنينة اليقين.

فلا عجب، وهذه حالى، وتلك دخيلة نفسى، إن شعرت اليوم في موقفى كمتهم أمامكم بعبء مضاعف الأثقال ــ بعد أن عصفت السلطة بحقوقه وضماناته الدستورية والقانونية في أن يحظى بتحقيق محايد أو محاكمة عادلة أمام محكمة أول درجة ــ في أن أبذل جهدى لإبراء ساحتى أمامكم، وهو ما دفع هيئة الدفاع إلى رد الدائرة بالجلسة الأخيرة لعدم تمكنها من أداء رسالتها في الدفاع عنى.

إلا وأنه بعد أن اختليت بنفسى واسترجعت كلمة السيد الأستاذ/ رئيس المحكمة ــ رئيس الدائرة ــ بأنه لم يُرد طوال رحلة حياته عن منصبه القضاء بالمحاكم الابتدائية وأنه في سبيله للترقية لدرجة مستشار بمحاكم الاستئناف. فقد آليت على نفسى ألا أكون أول من يرده وأعضاء الدائرة الموقرة لثقتى التامة في أن القاضى الحق لا يخضع لغير ضميره الحى.

وأنه بالرغم من حرمانى من حقوقي في الدفاع أمام نيابة أمن الدولة العليا ومحكمة أول درجة بعدم استكمال القصور الشديد في ماديات الدعوى وأدلة الإثبات فيها التي كان يتعين تحقيقا للعدالة واستظهارا للحقيقة الدامغة فيها الوقوف عليها، فإن محكمة أول درجة ومن قبلها نيابة أمن الدولة العليا استندا في إدانتى إلى تقرير محاسبى وضعته لجنة إدارية شكلها السيد رئيس الجمهورية لم تحلف اليمين أمام أي جهة قضائية وهى من جهات تخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات وسبق أن رصد مخالفات مالية وقانونية بها.

وللمزيد من الافتئات على حقوقى في الدفاع فقد التفتت محكمة أول درجة عن طلبين لفتح باب المرافعة لتقديم الدفاع مادامت لم ولن تقبل استكمال ماديات الدعوى وأدلتها التي أبديت في محاضر جلساتها إلا أنها لم تقم بإثبات طلبات هيئة الدفاع بشكل ينطوى على شبهة التزوير في محاضر الجلسات.

ومن منطلق حرصى كقاض سابق على ألا ترد دائرة ليس بينى وبينها أي خصومات شخصية وثقتى في حرصها على إرساء العدل وإعطاء كل ذى حق حقه فإننى أقر بتنازلى على طلب الرد الذي قدم بالجلسة الأخيرة في 3/ 11/ 2016 من هيئة الدفاع عنى، وحرصًا على عدم إطالة أمد التقاضى وصولا للعدل الذي ننشده، ولذا أرجو تمكينى من الحضور بجلسة اليوم (الخميس) 10/ 11/ 2016 لأقف أمامكم مبديًا دفوعى ودفاعى وأنا آمن ومطمئن إلى أن ميزان العدل لن يختل في يدكم وأن خير محامٍ عنى هو هيئة المحكمة الموقرة التي أمثل أمامها متهمًا بلا دليل.
الجريدة الرسمية