رئيس التحرير
عصام كامل

متى ينظم القرضاوى مليونية للإطاحة بأمير قطر؟



 

أؤيد الشيخ يوسف القرضاوي في تنظيمه لمليونية "نصرة سوريا ورحيل بشار"، فقد كتبت كثيراً ضد نظام بشار الأسد. بل وسافرت إلى دمشق وعدت لأكتب "7 أيام تحت رحمة الاستخبارات السورية". بل وأؤيده في أن نقف ضد كل الديكتاتوريات أياً كان الغطاء الذي تختفي وراءه، ديني أو غير ديني.

لكن للحقيقة فالشيخ القرضاوي الذي يرأس ما يسمى جمعية الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يحيرني، فقد كان مثلي ضد ديكتاتورية الرئيس السابق حسني مبارك ونظامه، ولكني لا أسمعه أبداً يتحدث ولو بكلمة واحدة عن ديكتاتوريات أخرى في منطقتنا. منها على سبيل المثال، ديكتاتورية الرئيس السوداني عمر البشير. ولا يتحدث أيضاً عن ديكتاتورية النظام السعودي. وإذا حدث وتحدث عن ديكتاتورية الملالي في إيران، فهو يهاجم المد الشيعي الفارسي وليس الديكتاتورية. إذن فالشيخ لا يهاجم أحباءه الديكتاتوريين من خلفية إخوانية مثل البشير، أو من خلفية وهابية مثل حُكام السعودية.

ربما يكون هذا مفهوماً. ولكن غير المفهوم هو أنه لا ينبث ولو بجملة واحدة ضد النظام الحاكم في قطر. رغم أنه لا يحمل أي خلفية دينية. والحقيقة أنه لا يحمل أي خلفية من أي نوع، فهو مجرد نظام قمعي قائم على توريث الحكم، ولا يختلف عن الديكتاتور بشار، فلا يوجد فيه نهائياً أي حريات ولا أي شىء من الذي يردده ليل نهار في كل خطبه. 

كما أن النظام القطري، وبالمناسبة القرضاوي يحمل جنسية قطرية ومقيم هناك بشكل دائم، على أرضه أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. فهو لا يتحدث عنها أبداً، باعتبارها احتلالا من قوى الاستكبار والشيطان الأعظم، أمريكا والغرب. كما لم نسمع القرضاوي ينتقد أبداً العلاقات القطرية- الإسرائيلية الحميمة، ولا ينتقد أمير قطر الذي يقدم خدمات جليلة للإدارة الأمريكية والإسرائيلية وعموم الإدارات الغربية.

فلماذا يفعل القرضاوي ذلك؟

علم ذلك عند ربي، ولكني يمكن أن أصف ذلك بأنه انتهازية بغيضة. فالرجل لديه ازدواجية، فهنا يدافع عن الحرية، وهنا يدافع عن الاستبداد.. هنا يلعن مبارك المستبد الذي رفض أن يكون للجيش الأمريكي قاعدة في مصر. ويصمت، وأحياناً يمدح أمير قطر الذي لديه أكبر قاعدة أمريكية.

إنه أمر مخجل، كما أنه أمر مخجل أن يأتي إلى مصر لكي يجيش الأزهر ومؤسساته والرأي العام ضد الديكتاتور بشار، ليس لأنه يريد الحرية للشعب السوري، ولكن لأن هذه هي إرادة أمير قطر والذين يخدم عندهم. 

 

 

الجريدة الرسمية