أعينونا على طاعتكم
تنادي حكومتنا بضرورة الانصياع لقراراتها الاقتصادية التي تعد من وجهة نظرها ضرورية إنقاذا للاقتصاد من التدهور وسعيا لجذب الاستثمارات، وأجدني كمواطن حريص على مصلحة بلادي لا أعارض تلك الإجراءات الضرورية التي اتخذنها الحكومة، ولا أعارض التوجهات الرشيدة التي تناسب أوضاعنا في مصر، لكني كمواطن أجد نفسي عاتبا على هذا الإصرار الغريب على الصمت، وهذه القرارات التي تبدو وكأنها عشوائية، على الرغم من معرفة كل مسئولينا بنتائجها مقدما، ولا أدري سببا واحدا وراء هذا التعتيم الذي يجري، خصوصا وأننا جميعا نعلم حالة الاقتصاد المصري وما نعانيه من أوضاع متردية، ولا أعلم لماذا لم يخرج علينا مسئول واحد ليقول لنا ما الفائدة التي ستعود علينا من تعويم الجنيه؟ وما هي الأضرار السلبية له بدلا من أن نترك نهبا للشائعات، والقيل والقال، وتحكمات البعض وشماتة الآخرين..
ثم لماذا لا يخرج مسئول حكومي ويوضح لنا مقدار الزيادة في السلع، وفي المواصلات، وفي كل الأمور المتعلقة بالزيادة حتى يسد الباب أمام تجار الحروب والأزمات، حتى يستطيع كل منا إعداد العدة لما هو قادم ومعرفة ما له وما عليه، وإذا كانت الحكومة غير مستفيدة من هذه الأوضاع، ومجبرة عليها- وأحسبها كذلك- فلماذا الصمت على ما يحدث في الشارع؟ لماذا تتركنا- المواطنين- نهبا للذئاب الجائعة، والحيتان المفترسة، وتجار الأزمات والحروب، والشامتين من الجماعات الإرهابية، وغيرها ممن يسمون بالنشطاء والثوار، والمتطفلين الفيسبوكيين، وهواة الصيد في الماء العكر؟