رئيس التحرير
عصام كامل

الفهم الخاطئ للحرية هو عدوها الأول !


لا جدال أن الفهم الخاطئ للحرية هو عدوها الأول، فلا حرية بلا ضوابط أخلاقية تعصمها من الزلل والشطط والانحراف.. الإسراف غير الرشيد في استخدامها يمنح الفرصة لأعدائها ويقدمها لهم على طبق من فضة !! التطرف في حرية الرأي والتعبير يجعل الكلمة معول هدم.. والصورة معول نهش للخصوصية ويجعلها إهدارًا لحرمة الحياة الخاصة.. فليس كل ما يعرف يقال بالضرورة.. استباحة الأعراض واغتيال السمعة لا تقل خطورة عن قطع الطريق أو التظاهر غير السلمي الذي يعرض البلاد والعباد لخطر داهم.. غياب التقييم والمحاسبة للإعلام المخطئ يفتح المجال أمام مزيد من التجاوز الذي صــار وكأنه حبل ممدود يشنق به من المتجاوزين إعلاميًا أنفسهم وأبناء مهنتهم المفترى عليها.


الأصل في الإعلام أنه رسالة تنوير وإفصاح ووسيلة ديمقراطية يراقب بها الشعب حكومته وممثليه في البرلمان ونافذة تثقيف للعقل وتحريره من أوهام الجهل والتعتيم، وأغلال الاستبداد والشمولية اللذين تجاوزهما الزمن في ظل تدفق المعلومات والمعرفة.. لكن الأمر عندنا بدا نقيضًا لجوهر الرسالة وتنافسًا محمومًا على كعكة المصالح التي تتحرك باتجاه أصحابها.. يحركون بوصلتها كيف شاءوا، ولم لا وهم الملاك الممولون الممسكون بزمام الإعلام ؟!
الجريدة الرسمية