عكارة مياه النيل تثير جدل الخبراء.. «البيئة»: ثبت معمليا عدم تلوث المياه.. وغلق المحطات منعا لانسدادها..«القومي للبحوث»: خير لمصر ولا داعي للقلق والطمي مفيد للزراعة
شهد نهر النيل في الأيام الماضية، تغييرًا واضحًا في لونه الطبيعي، بعد أن تحول إلى اللون الأصفر بسبب السيول التي ضربت بعض المحافظات مؤخرًا، ما أدى إلى تدفق مياه السيول محملة بالطمي والرمال إلى مجرى النهر، وهو ما أثار قلقا لدى المواطنين وسط مخاوف من تلويث نسبة العكارة الملحوظة للمياه، وظهرت تساؤلات عن مدى صلاحية المياه للشرب من عدمه.
مسألة وقت
وقالت الدكتورة كوثر حفني -رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث بوزارة البيئة- إن وجود طمي بمياه نهر النيل نتيجة السيول الأخيرة هو مسألة وقت فقط ومع مرور الأيام ستنتهي المشكلة، لأن تيار مجري نهر النيل يصب في النهاية في البحر المتوسط، ونسبة التلوث بالطمي ليست خطيرة، بل هي نسبة من العكارة فقط لا تؤثر على الصحة العامة للمواطنين إلا في حالة زيادتها.
غلق المحطات
وأضافت "كوثر" في تصريح خاص لــ "فيتو" أن بيانات وزارة الصحة الصادرة حتى الآن تؤكد أن مياه نهر النيل لم تتأثر بالطمي بناء على العينات التي تم سحبها من المياه، وتم غلق محطات المياه حفاظا على سلامة المعدات والماكينات الموجودة بها من الانسداد، مشيرة إلى أنه في حالة انسدادها فإنها تحتاج إلى صيانتها، كما أن وزارة الصحة تقرر غلق تلك المحطات كإجراء احترازي حفاظا عليها.
وتابعت، رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث بوزارة البيئة، أن وزارة الصحة هي الجهة المسئولة والمنوطة بأخذ عينات من مياه الشرب وتحليلها للتأكد من عدم تلوثها ومعرفة ما إذا كانت صالحة للشرب أم لا، وذلك باعتبار أنها الوزارة المسئولة عن الصحة العامة للمواطنين.
دور البيئة
وأكدت "كوثر" أن دور وزارة البيئة يتمثل في أخذ عينات من مياه نهر النيل بصفة دورية عن طريق الأفرع الإقليمية للوزارة بمختلف المحافظات وتحليلها للتأكد من عدم وجود ملوثات بها تؤثر على نوعية المياه، ويظل القرار الأخير للحكم على تلوث المياه من عدمه إلى وزارة الصحة.
خير لمصر
بدوره، قال الدكتور فوزي الشبكي رئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث إن الطمي الموجود بمياه نهر النيل نتيجة السيول الأخيرة ما هو إلا خير لمصر، فالطمي تربة طازجة تحمل كل الأملاح المعدنية ويعتبر من المخصبات للزراعة.
غير مقلقة
وأضاف الشبكي في تصريح خاص لــ "فيتو" أن المياه الموجود بها نسبة عكارة محتوية على نسبة كبيرة من الأملاح والحصي والمواد العضوية التي تستفيد منها النباتات ولكنها تؤثر بالسلب على صحة المواطنين، لكن مثل هذه الظاهرة لا يجب أن يقلق منها المواطنون باعتبار أن محطات الصرف تتعامل معها وتقوم بتنقيتها وتنظيفها من العكارة والشوائب، وتوفر مياها نظيفة صالحة للشرب والاستهلاك الآدمي.
الترسيب
وأوضح، رئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث، أن هذا الطمي من الممكن أن يتسبب فقط في انسداد محطات المياه الشرب، ناصحا القائمين على المحطات بتركها حتى تترسب الشوائب والعوالق الموجودة بها ثم تمر المياه بمرحلة التكرير وتعود المحطات بعد ذلك مرة أخرى إلى حالتها الطبيعية.
فوائد للزراعة
وأشار الشبكي إلى أنه قبل بناء السد العالي كانت مياه النيل يتواجد بها نسبة كبيرة من الطمي خلال شهر أغسطس، وكان يعرف بشهر الفيضان في ذاك الوقت، وكان الفلاحون يعتبرونه خيرا لهم لفوائده الكبيرة للزراعة، مؤكدا أن الطمي الموجود في الوقت الحالي بنهر النيل لا يؤثر على نوعية المياه ولا يسبب تلوثها.